نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 322
في الغيب مقرونان
لأن الكرسي هو الباب الظاهر [١]
من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الأشياء كلها ، والعرش هو الباب الباطن الذي
يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية وصفة الإرادة ، وعلم
الألفاظ والحركات والترك ، وعلم العود والبدء [٢]
فهما في العلم بابان مقرونان لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي وعلمه أغيب من علم
الكرسي ، فمن ذلك قال : ( رب العرش العظيم ) أي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في
ذلك مقرونان ، قلت : جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي؟ قال : إنه صار جاره
لأن علم الكيفوفية فيه ، وفيه الظاهر من أبواب البداء وأينيتها [٣] وحد رتقها وفتقها ،
وحاصل كلامه عليهالسلام أن العرش والكرسي موجودان من الموجودات
الملكوتية غائبان عن إدراكنا ، في كل منهما علم الأشياء ومن كل منهما تدبيرها من
حيث سلسلة عللها وخصوصياتها ، إلا أن العرش مقدم في ذلك على الكرسي ، ومن العرش
يجري إلى الكرسي ما يجري في الأشياء ، كما أن عرش السلطان يجري منه تدبير الأمور
إلى الأمير صاحب الكرسي ثم منه إلى المقامات العاملة المباشرة لأمور المملكة.
[١] في نسخة ( ب ) (
لأن الكرسي هو التأويل الظاهر ـ الخ ) وفي نسخة ( ج ) ( إلا أن الكرسي ـ الخ ).
[٢] في نسخة ( ب ) و
( ج ) و ( د ) ( وعلم العود والبداء ).
[٣] من الأين أي
أمكنه أبواب البداء ومواضعها ، وفي نسخة ( ب ) و ( د ) ( أنيتها ) أي ثبوتها ، وفي
نسخة ( و ) و ( ن ) ( أبنيتها ) جمع البناء وهذا يرجع إلى المعنى الأول ، وبيانه
أن الكرسي صار جار العرش وقرينا له لأن علم الكيفوفية فيه كما هو في العرش أيضا ،
ولكنه يمتاز عن العرش بأن فيه البداء دونه ، وإنما هو مكان البداء وفيه يرتق ويفتق
لأن في العرش علم كل شيء مع إرساله وتعليقه ، وأما الكرسي فيصل إليه علم كل شيء من
العرش بالارسال سواء كان مرسلا في الواقع أو معلقا ، والبداء يأتي بيانه في بابه
إن شاء الله تعالى ، وفي نسخة ( هـ ) ( وفيه الظاهر من أبواب البدء ) وفي نسخة ( ب
) ( وفيه الظاهر من علم أبواب البداء ).
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 322