نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 321
أيكم
أحسن عملا)
فإنه عزوجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة
لأنه لم يزل عليما بكل شيء ، فقال المأمون : فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك.
٥٠ ـ باب العرش وصفاته
١ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق رحمهالله قال : حدثنا
محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا
الحسين بن الحسن ، قال : حدثني أبي ، عن حنان بن سدير ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن العرش والكرسي ، فقال : إن للعرش
صفات كثيرة مختلفة ، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة [١] فقوله : ( رب العرش العظيم ) يقول :
الملك العظيم ، وقوله : (الرحمن على
العرش استوى) يقول : على الملك احتوى ، وهذا ملك
الكيفوفية الأشياء [٢]
ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي [٣]
لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعا غيبان ، وهما
[١] ( سبب ) مضاف
إلى ( وضع ) بصيغة المصدر ، أي للعرش في كل مورد في القرآن اقتضى سبب وضعه وذكره
في ذلك المورد صفة على حدة ، وفي نسخة ( هـ ) ( له في كل سبب وضع في القرآن وصفة
على حدة ) وفي نسخة ( ط ) والبحار ( له في كل سبب وصنع في القرآن صفة على حدة ).
وبعض الأفاضل قرأ الجملة ( في كل سبب وضع ) على صيغة المجهول.
[٢] الكيفوفية بمعنى
الكيفية مأخوذة من الكيف ، وهو سؤال عن حال الشيء يقال : كيف أصبحت أي على أي حال
أصبحت ، فملك الكيفوفية ملك الأحوال الواقعة في الأشياء والأمور الحاصلة فيها بعد
إيجادها ، فإنه تعالى مالك الايجاد ومالك ما يقع في الموجودات بعد الايجاد ( ألا
له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ).
[٣] أي ثم العرش في
حال كونه متصلا بالكرسي مرتبطا به متفرد منه متميز عنه ، أو المعنى : ثم العرش
متفرد من الكرسي ومتميز عنه في وصله بالأمور الواقعة في الكون فإنه متصل بها مؤثر
فيها بلا واسطة ، وأما العرش فمقدم على الكرسي ومؤثر فيها بواسطته ،
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 321