نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 32
خلقه من علامات
التدبير ، الذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا بنقص [١] بل وصفته بأفعاله ، ودلت عليه بآياته [٢] ولا تستطيع عقول المتفكرين جحده ، لأن
من كانت السماوات والأرض فطرته وما فيهن وما بينهن وهو الصانع لهن ، فلا مدفع
لقدرته [٣]
الذي بان من الخلق فلا شيء كمثله ، الذي خلق الخلق لعبادته [٤] وأقدرهم على طاعته بما جعل فيهم ، وقطع
عذرهم بالحجج ، فعن بينة هلك من هلك وعن بينة نجا من نجا ، ولله الفضل مبدئا
ومعيدا.
ثم إن الله وله الحمد افتتح الكتاب
بالحمد لنفسه ، وختم أمر الدنيا ومجيء
[١] الظاهر أن
المراد بالحد والنقص ما هو اصطلح عليه أهل الميزان في باب الحد والرسم ، ويحتمل أن
يكون المراد بالحد التحدد بالحدود الجسمانية وغيرها وبالنقص الأوصاف الموجبة للنقص
، وفي نسخة ( ج ) ( ولا ببعض ) أي التركب والتبعض ، وكل ذلك منفى عنه تعالى لا
يوصف به.
[٢] كما قال الخليل
: ( ربي الذي يحيي ويميت ). وقال الكليم في جواب فرعون حيث قال : ( وما رب
العالمين : رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ) وقال المسيح : ( إن
الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) وكما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله بلسان الوحي في القرآن من آيات كثيرة
في ذلك ، وأبلغ ما أجيب في هذا المقام ما قاله الإمام الصادق عليهالسلام في جواب الزنديق الذي سأله عنه : ( هو
شيء بخلاف الأشياء ارجع بقولي شيء إلى إثبات معنى وأنه شيء بحقيقة الشيئية ) ويأتي
هذا في الحديث الأول من الباب السادس والثلاثين.
[٣] المراد به
الاعتقادي الذي يرجع إلى معنى الجحد والانكار ، أي فلا منكر لقدرته مع ظهور آثارها
في السماوات والأرض ، أو الدفع الفعلي ، أي لا يمانعه ولا يدافعه أحد في قدرته لأن
كل ما سواه مفطور مخلوق له ، والأول أنسب بما قبله ، وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) ( فلا
مدافع لقدرته ).
[٤] ليست العبادة
الغاية النهائية بل هي غاية قريبة ، والنهائية هي ما تترتب على العبادة وهي القرار
في جوار رحمته تعالى على ما نطق به التنزيل حيث قال تعالى : (إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) على ما فسرت
الآية في الحديث العاشر من الباب الثاني والستين.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 32