نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 304
أجناسها [١] والجسم إذا لم يتقدمها فليس يجب أن
يصير من جنسها ، فلهذا لا يجب أن يكون الجسم وإن لم يتقدم الأعراض عرضا إذا لم
يشاركها فيما له كانت الأعراض أعراضا ، ووصفنا القديم بأنه قديم هو إخبار عن تقدمه
ووجوده لا إلى أول ، ووصفنا المحدث بأنه محدث هو إخبار عن كونه إلى غاية ونهاية
وابتداء وأول ، وإذا كان ذلك كذلك فما لم يتقدمه من الأجسام فواجب أن يكون موجودا
إلى غاية ونهاية ، لأنه لا يجوز أن يكون الموجود لا إلى أول لم يتقدم الموجود إلى
أول وابتداء ، وإذا كان ذلك كذلك فقد شارك المحدث فيما كان له محدثا وهو وجوده إلى
غاية ، فلذلك وجب أن يكون محدثا لوجوده إلى غاية ونهاية ، وكذلك الجواب في سائر ما
تسأل في هذا الباب من هذه المسألة.
فإن قال قائل : فإذا ثبت أن الجسم محدث
فما الدليل على أن له محدثا؟ قيل له : لأنا وجدنا الحوادث كلها متعلقة بالمحدث.
فإن قال : ولم قلتم : إن المحدثات إنما كانت متعلقة بالمحدث من حيث كانت محدثة؟
قيل : لأنها لو لم تكن محدثة لم تحتج إلى محدث ، ألا ترى أنها لو كانت موجودة غير
محدثة أو كانت معدومة لم يجز أن تكون متعلقة بالمحدث ، وإذا كان ذلك كذلك فقد ثبت
أن تعلقها بالمحدث إنما هو من حيث كانت محدثة ، فوجب أن يكون حكم كل محدث حكمها في
أنه يجب أن يكون له محدث ، وهذه أدلة أهل التوحيد الموافقة للكتاب والآثار الصحيحة
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام.
٤٣ ـ باب
* « حديث ذعلب » *
١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن
أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمهالله
قالا : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا محمد بن العباس قال :
حدثني محمد بن أبي السري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن