نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 300
يوفيه معناه لزمه أن
يثبته سبحانه بجميع هذه الحقائق والصفات ، ولزمه أن يكون حادثا بما به يثبت حدوث
الأجسام أو تكون الأجسام قديمة ، وإن لم يرجع منه إلا إلى التسمية فقط كان واضعا
للاسم في غير موضعه ، وكان كمن سمى الله عزوجل إنسانا ولحما ودما ، ثم لم يثبت
معناها وجعل خلافه إيانا على الاسم دون المعنى ، وأسماء الله تبارك وتعالى لا تؤخذ
إلا عنه أو عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أو عن الأئمة الهداة عليهمالسلام.
٧ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال :
حدثنا الحسن بن علي السكري قال : حدثنا محمد بن زكريا ، عن جعفر بن محمد بن عمارة
، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن
أبيه الحسين عليهمالسلام ، قال : قال
أمير المؤمنين عليهالسلام
: إن للجسم ستة أحوال : الصحة والمرض والموت والحياة والنوم واليقظة ، وكذلك الروح
فحياتها علمها ، وموتها جهلها ، ومرضها شكها ، وصحتها يقينها ، ونومها غفلتها ،
ويقظتها حفظها.
ومن الدليل على أن الأجسام محدثة [١] أن الأجسام لا تخلو من أن تكون مجتمعة
أو مفترقة ، ومتحركة أو ساكنة ، والاجتماع والافتراق والحركة والسكون محدثة ،
فعلمنا أن الجسم محدث لحدوث ما لا ينفك منه ولا يتقدمه.
فإن قال قائل : ولم قلتم : إن الاجتماع
والافتراق مبنيان وكذلك الحركة والسكون حتى زعمتم أن الجسم لا يخلو منهما؟ قيل له
: الدليل على ذلك أنا نجد الجسم يجتمع بعد أن كان مفترقا ، وقد كان يجوز أن يبقى
مفترقا ، فلو لم يكن قد حدث معنى كان لا يكون بأن يصير مجتمعا أولى من أن يبقى
مفترقا على ما كان عليه ، لأنه لم يحدث نفسه في هذا الوقت فيكون بحدوث نفسه ما صار
مجتمعا [٢]
ولا بطلت في هذا الوقت فيكون لبطلانها ، ولا يجوز أن يكون لبطلان معنى ما صار
مجتمعا ، ألا ترى أنه لو كان أنما يصير مجتمعا لبطلان معنى ومفترقا
[١] هذا الكلام إلى
آخر الباب من المصنف ، قد أتى بالحديث في ضمن كلامه شاهدا.