نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 298
علمت في جري
الحالتين والزمانين على ما ذكرت واستدللت على حدوثها ، فلو بقيت الأشياء على صغرها
من أين كان لك أن تستدل على حدوثها؟ فقال العالم عليهالسلام
: إنما نتكلم على هذا العالم الموضوع ، فلو رفعناه ووضعنا عالما أخر كان لا شيء
أدل على الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره ولكن أجيبك من حيث قدرت أنك تلزمنا ،
ونقول : إن الأشياء لو دامت على صغرها لكان في الوهم أنه متى ما ضم شيء منه إلى
مثله كان أكبر ، وفي جواز التغير عليه خروجه من القدم كما بان في تغيره دخوله في
الحدث ، ليس لك وراءه شيء يا عبد الكريم ، فانقطع وخزي.
فلما كان من العام القابل التقى معه في
الحرم ، فقال له بعض شيعته : إن ابن أبي العوجاء قد أسلم ، فقال العالم عليهالسلام : هو أعمى من ذلك لا يسلم ، فلما بصر
بالعالم عليهالسلام قال : سيدي
ومولاي ، فقال له العالم عليهالسلام
: ما جاء بك إلى هذا الموضع؟ فقال : عادة الجسد وسنة البلد ولنبصر ما الناس فيه من
الجنون والحلق ورمي الحجارة ، فقال العالم عليهالسلام
: أنت بعد على عتوك وضلالك يا عبد الكريم ، فذهب يتكلم ، فقال له : لا جدال في
الحج ونفض رداءه من يده ، وقال : إن يكن الأمر كما تقول ـ وليس كما تقول ـ نجونا
ونجوت ، وإن يكن الأمر كما نقول ـ وهو كما نقول ـ نجونا وهلكت ، فأقبل عبد الكريم
على من معه فقال : وجدت في قلبي حزازة [١]
فردوني ، فردوه ومات لا رحمه الله.
قال مصنف هذا الكتاب رحمهالله : من الدليل على حدث الأجسام [٢] أنا وجدنا أنفسنا وسائر الأجسام [٣] لا تنفك مما يحدث من الزيادة والنقصان
وتجري عليها من الصنعة والتدبير ويعتورها من الصور والهيئات ، وقد علمنا ضرورة أنا
لم نصنعها ولا من هو من جنسنا وفي مثل حالنا صنعها ، وليس يجوز في عقل ، ولا يتصور
في
[١] في نسخة ( ج ) و
( د ) و ( هـ ) و ( ط ) ( حرارة ).
[٢] في نسخة ( ب ) و
( ج ) و ( د ) ( من الدليل على حدث العالم ).
[٣] في نسخة ( ب ) و
( ج ) و ( د ) و ( و ) ( سائر أجسام العالم ).
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 298