نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 290
١٠ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق رحمهالله
، قال : حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي ، قال : حدثنا الحسين بن المأمون
القرشي [١]
عن عمر بن عبد العزيز ، عن هشام بن الحكم ، قال : قال لي أبو شاكر الديصاني : إن
لي مسألة تستأذن لي على صاحبك ، فإني قد سألت عنها جماعة من العلماء فما أجابوني
بجواب مشبع ، فقلت : هل لك أن تخبرني بها فلعل عندي جوابا ترتضيه فقال : إني أحب
أن ألقى بها أبا عبد الله عليهالسلام
، فاستأذنت له فدخل فقال له : أتأذن لي في السؤال؟ فقال له : سل عما بدا لك ، فقال
له : ما الدليل على أن لك صانعا؟ فقال : وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين : إما أن
أكون صنعتها أنا أو صنعها غيري ، فإن كنت صنعتها أنا فلا أخلو من أحد معنيين : إما
أن أكون صنعتها وكانت موجودة ، أو صنعتها وكانت معدومة ، فإن كنت صنعتها وكانت
موجودة فقد استغنت بوجودها عن صنعتها ، وإن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا
يحدث شيئا فقد ثبت المعنى الثالث أن لي صانعا وهو الله رب العالمين فقام وما أحار
جوابا.
قال مصنف هذا الكتاب : القول الصواب في
هذا الباب هو أن يقال : عرفنا الله بالله لأنا إن عرفناه بعقولنا فهو عزوجل واهبها
، وإن عرفناه عزوجل بأنبيائه ورسله وحججه عليهمالسلام
فهو عزوجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججا ، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عزوجل محدثها ،
فبه عرفناه ، وقد قال الصادق عليهالسلام
: ( لولا الله ما عرفنا [٢]
ولولا نحن ما عرف الله ) ومعناه لولا الحجج ما عرف الله حق معرفته ، ولولا الله ما
عرف الحجج ، وقد سمعت بعض أهل الكلام يقول : لو أن رجلا ولد في فلاة من الأرض ولم
ير أحدا يهديه ويرشده حتى كبر وعقل ونظر إلى السماء والأرض لدله ذلك على أن لهما
صانعا ومحدثا ، فقلت : إن هذا شيء لم يكن ، وهو إخبار بما لم يكن أن لو كان كيف
كان يكون ، ولو كان ذلك لكان لا يكون
[١] في حاشية نسخه (
ب ) ( الحسن بن المأمون القرشي ).
[٢] أي لولا تعريف
الله إيانا لخلقه ما عرفنا أحد منهم ، وما في بعض النسخ من زيادة ضمير المفعول
الراجع إلى الله هنا خطأ.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 290