نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 260
آمنوا به وبرسله
وخافوه بالغيب ، وأما قوله : ( وما كان ربك نسيا ) فإن ربنا تبارك وتعالى علوا
كبيرا ليس بالذي ينسى ولا يغفل بل هو الحفيظ العليم ، وقد يقول العرب في باب
النسيان : قد نسينا فلان فلا يذكرنا أي أنه لا يأمر لنا بخير ولا يذكرنا به ، فهل
فهمت ما ذكر الله عزوجل ، قال : نعم ، فرجت عني فرج الله عنك وحللت عني عقدة فعظم الله
أجرك.
فقال عليهالسلام
: وأما قوله : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن
وقال صوابا ) وقوله : ( والله ربنا ما كنا مشركين ) وقوله : ( يوم القيمة يكفر
بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ) وقوله : ( إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) وقوله : (
لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ) وقوله : ( اليوم نختم على أفواههم
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) فإن ذلك في مواطن غير واحد من
مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة ، يجمع الله عزوجل الخلائق يومئذ
في مواطن يتفرقون ، ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض أولئك الذين كان منهم
الطاعة في دار الدنيا للرؤساء والاتباع [١]
ويلعن أهل المعاصي الذين بدت منهم البغضاء وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار
الدنيا ، المستكبرين والمستضعفين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا [٢] والكفر في هذه الآية البراءة ، يقول :
يبرء بعضهم من بعض ، ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان (إني كفرت بما أشركتمون من قبل)[٣] وقول إبراهيم خليل الرحمن : (كفرنا بكم)[٤] يعني تبرأنا منكم ، ثم يجتمعون في موطن
آخر يبكون فيه فلو أن تلك
[١] الرؤساء من أهل
الحق. والاتباع مصدر عطف على الطاعة.
[٢] قوله : ( ويلعن
أهل المعاصي ) عطف على يجمع ، وفاعله ضمير راجع إلى الله عزوجل ، وأهل المعاصي
مفعوله ، والموصول صفة لأهل المعاصي ، المستكبرين والمستضعفين صفتان بعد صفة ،
ويكفر ويلعن حالان للمفعول.