نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 251
له أبو الحسن عليهالسلام : أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولكم
ـ وليس هو كما تقولون ـ ألسنا وإياكم شرعا سواء [١] ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا
وأقررنا؟ فسكت ، فقال أبو الحسن عليهالسلام
: وإن يكن القول قولنا ـ وهو كما نقول ـ ألستم قد هلكتم ونجونا؟.
فقال ، رحمك الله فأوجدني كيف هو وأين
هو [٢] قال : ويلك
إن الذي ذهبت إليه غلط ، هو أين الأين وكان ولا أين ، وهو كيف الكيف وكان ولا كيف
، ولا يعرف بكيفوفية ولا بأينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشيء.
قال الرجل فإذا إنه لا شيء إذ لم يدرك
بحاسة من الحواس فقال أبو الحسن عليهالسلام
: ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه
أيقنا أنه ربنا خلاف الأشياء [٣].
قال الرجل : فأخبرني متى كان؟ فقال أبو
الحسن عليهالسلام : أخبرني
متى لم يكن فأخبرك متى كان.
قال الرجل : فما الدليل عليه؟ قال أبو
الحسن عليهالسلام : إني لما
نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه
وجر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به ، مع ما أرى من دوران
الفلك بقدرته وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من
الآيات العجيبات المتقنات علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا.
[١] في الكافي باب
حدوث العالم وفي البحار باب إثبات الصانع وفي نسخة ( و ) كما هنا بنصب شرعا ، وفي
سائر النسخ : ( ألسنا وإياكم شرع سواء ) بالرفع وفي كليهما شيء بحسب القواعد إلا
أن كثيرا منها على الأغلب ، ويمكن التوجيه هنا بأن تكون الواو للمعية لا للعطف ،
وشرع بفتحتين يؤتي للواحد وغيره وللمذكر وغيره بمعنى سواء فذكره بعده تأكيد.
[٢] قوله : ( أوجدني
) من الايجاد بمعنى الإفادة ، كما في خبر أبي الأسود الدئلي أن الحرف ما أوجد معنى
في غيره أي أفاد.
[٣] في نسخة ( ب ) (
أيقنا أنه ربنا خلاق الأشياء ).
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 251