نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 193
٧ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق رحمهالله ، قال :
حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثني محمد بن بشر ، عن أبي هاشم
الجعفري ، قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليهالسلام
فسأله رجل فقال : أخبرني عن الرب تبارك وتعالى له أسماء وصفات في كتابه ، فأسماؤه
وصفاته هي هو؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام
إن لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول : هي هو أي إنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن
ذلك ، وإن كنت تقول : لم تزل هذه الصفات والأسماء ، فإن ( لم تزل ) يحتمل معنيين :
فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم ، وإن كنت تقول : لم يزل تصويرها
وهجاؤها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله ولا خلق ،
ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه ، وهي ذكره [١] وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر
هو الله القديم الذي لم يزل ، والأسماء والصفات مخلوقات المعاني ، والمعني بها هو
الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف [٢]
وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ ، فلا يقال : الله مؤتلف ، ولا الله كثير ولا قليل ،
ولكنه القديم في ذاته ، لأن ما سوى الواحد متجزئ والله واحد ، لا متجزئ ، ولا
متوهم بالقلة والكثرة ، وكل متجزئ ومتوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دال على خالق
له ، فقولك : إن الله قدير خبرت أنه لا يعجزه شيء فنفيت بالكلمة العجز ، وجعلت
العجز سواه ، وكذلك قولك : عالم إنما نفيت بالكلمة الجهل ، وجعلت الجهل سواه ،
فإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصور والهجاء ، ولا ينقطع [٣] ولا يزال من لم يزل عالماً.
[٢] أي مدلولات هذه
الأسماء والصفات ومفاهيمها كأنفسها مخلوقات ، والذي يقصد بها ويتوجه إليه بها هو
الله تعالى الذي لا يليق به ـ الخ ، وفي الكافي باب معاني الأسماء : ( والأسماء
والصفات مخلوقات والمعاني ، والمعنى بها ـ الخ.
[٣] في الكافي
والبحار : ( والتقطيع ) مكان ( لا ينقطع ) أي تقطيع الحروف كما في صدر الرواية.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 193