نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 189
كبد كما قامت
الأشياء [١]
ولكن أخبر أنه قائم ، يخبر أنه حافظ ، كقولك : الرجل القائم بأمرنا فلان ، وهو
قائم على كل نفس بما كسبت ، والقائم أيضا في كلام الناس الباقي ، والقائم أيضا
يخبر عن الكفاية ، كقولك للرجل قم بأمر فلان أي اكفه ، والقائم منا قائم على ساق ،
فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى ، وأما اللطيف فليس على قلة وقضافة وصغر ، ولكن
ذلك على النفاذ في الأشياء [٢]
والامتناع من أن يدرك ، كقولك لطف عني هذا الأمر ، ولطف فلان في مذهبه وقوله يخبرك
أنه غمض فبهر العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم ، فهكذا لطف
الله ، تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف ، واللطافة منا الصغر والقلة ،
فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى ، وأما الخبير فالذي لا يعزب عنه شيء ولا يفوته شيء
، ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء فيفيده التجربة والاعتبار علما لولاهما ما
علم ، لأن من كان كذلك كان جاهلا ، والله لم يزل خبيرا بما يخلق والخبير من الناس
المستخبر عن جهل المتعلم ، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى ، وأما الظاهر فليس من
أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها ، وقعود عليها ، وتسنم لذراها ، ولكن ذلك لقهره
ولغلبته الأشياء ولقدرته عليها كقوله الرجل : ظهرت على أعدائي وأظهرني الله على
خصمي ، يخبر عن الفلج والغلبة ، فهكذا ظهور الله على الأعداء [٣].
ووجه آخر أنه الظاهر لمن أراده ، لا
يخفى عليه شيء [٤]
وأنه مدبر لكل ما برأ ، فأي ظاهر أظهره وأوضح من الله تعالى ، وإنك لا تعدم صنعه
حيثما توجهت ، وفيك من آثاره ما يغنيك ، والظاهر منا البارز بنفسه والمعلوم بحده ،
[١] أي في مشقة فإن
القيام على الساق شاق على الحيوان بالنسبة إلى القعود الاضطجاع ، ويأتي الكبد
بمعنى الهواء.
[٢] وهذا المعنى
أريد في الآية : (ألا
يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
[٣] في الكافي وفي
البحار وفي نسخة ( ب ) و ( د ) ( فهكذا ظهور الله على الأشياء ).
[٤] أي لا يخفى على
الله تعالى شيء لظهوره على كل شيء فهو الظاهر على الأشياء لمن أراده.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 189