نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 148
عمير ، عن عمر بن
أذينة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : خلق الله المشية بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشية [١].
قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب رضياللهعنه : إذا وصفنا الله تبارك وتعالى بصفات
الذات فإنما ننفي عنه بكل صفة منها ضدها ، فمتى قلنا : إنه حي نفينا عنه ضد الحياة
وهو الموت ، ومتى قلنا : إنه عليم نفينا عنه ضد العلم وهو الجهل ، ومتى قلنا : إنه
سميع نفينا عنه ضد السمع وهو الصمم ، ومتى قلنا : بصير نفينا عنه ضد البصر وهو العمى
، ومتى قلنا : عزيز نفينا عنه ضد العزة وهو الذلة ، ومتى قلنا : حكيم نفينا عنه ضد
الحكمة وهو الخطأ ، ومتى قلنا : غني نفينا عنه ضد الغنى وهو الفقر ، ومتى قلنا :
عدل نفينا عنه الجور والظلم ومتى قلنا : حليم نفينا عنه العجلة ، ومتى قلنا : قادر
نفينا عنه العجز ، ولو لم نفعل ذلك أثبتنا معه أشياء لم تزل معه ، ومتى قلنا : لم
يزل حيا عليما سميعا بصيرا عزيزا حكيما غينا ملكا حليما عدلا كريما ، فلما جعلنا
معنى كل صفة من هذه الصفات التي هي صفات ذاته نفي ضدها أثبتنا أن الله لم يزل
واحدا لا شيء معه [٢]
وليست الإرادة والمشية والرضا والغضب وما يشبه ذلك من صفات الأفعال بمثابة صفات
الذات ، لأنه لا يجوز أن يقال : لم يزل الله مريدا شائيا كما يجوز أن يقال : لم
يزل الله قادرا عالماً.
[١] روى هذا الحديث
في الباب الرابع والخمسين بسند آخر بعبارة أخرى ، وأظهر التفاسير أن المشيئة هو
أول ما تجلى منه تعالى الذي كان واسطه بينه وبين الأشياء ، وقد سمى ذلك في لسان
الأخبار بأسماء منها النور المحمدي صلىاللهعليهوآله
ومنها العقل ومنها الظل ومنها الماء ومنها غير ذلك ، وإطلاق كل منها عليها باعتبار
، وعلى هذا فالمشيئة من الله تعالى غير إرادته كما صرح به في أخبار وبأنها قبل
الإرادة ، وإن استعملنا كثيرا في الكتاب والسنة بالترادف كالعرف العام والخاص.
[٢] قوله : ( فلما
جعلنا ) عطف على قوله : ( ومتى قلنا ) ، وقوله : ( نفي ضدها ) على صيغة المصدر
مفعول ثان لجعلنا ، وقوله : ( أثبتنا أن الله ـ الخ ) جواب ( لمتى قلنا ).
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 148