نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 147
١٧ ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضياللهعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ،
عن صفوان بن يحيى ، قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام
: أخبرني عن الإرادة من الله ومن المخلوق ، قال : فقال : الإرادة من المخلوق الضمير
وما يبدو له بعد ذلك من الفعل ، وأما من الله عزوجل فإرادته إحداثه لا غير ذلك [١] لأنه لا يروي ، ولا يهم ، ولا يتفكر ،
وهذه الصفات منفية عنه ، وهي من صفات الخلق ، فإرادة الله هي الفعل لا غير ذلك
يقول له : كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ، ولا كيف لذلك كما
أنه بلا كيف [٢].
١٨ ـ أبي رحمهالله
قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي
عمير ، عن ابن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : المشية محدثة.
١٩ ـ أبي رحمهالله
، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي ـ
[١] إن الفعل لا
يصدر منا إلا أن يتقدمه أمور : تصوره جزئيا ، واعتقاد النفع في ذلك الفعل ، وشوق
يعقب ذلك الاعتقاد ، والاقبال نحو الفعل ليرتكبه سمى بالشوق الأكيد والاجماع.
والقول الأصح أن الإرادة هي هذا الأخير ، والمراد بالضمير المذكور في الرواية هو
ما يحدث في خلد الإنسان بين تصوره للفعل ووقوع الفعل في الخارج ، وأما الله تعالى
فليس بين علمه وفعله هذه الأمور فإرادته هي علمه أو فعله ، فقوم على الأول ، وأخرى
على الثاني ، والآية : (إنما
أمره أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) ظاهرة في
الثاني وطالب التفصيل يراجع مظانه ، والظاهر أن الواو بعد قوله : ( الضمير ) عاطفة
عطفت كلمة ( ما ) عليه ، وعلى هذا فمجموع الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل هو
إرادة المخلوق فكل منهما جزء الإرادة ، ويمكن أن يقال : إن الضمير شرط الإرادة
فإرادة المخلوق فعله مشروطا بما يحدث في نفسه وإرادة الخالق فعله من غير شرط ،
ويحتمل أن يكون الواو للاستيناف ، و ( ما ) موصولة مبتدءا ، و ( يبدو له ) صلته و
( بعد ذلك ) متعلقا به ، و ( من الفعل ) خبر المبتدأ ، وعلى هذا فالضمير فقط هو
الإرادة وما يبدو له بعد ذلك من الحركة في العضلات هو من الفعل.
[٢] أي لا كيف
لإيجاده كما لا كيف لنفسه لأن كيفية الفعل من قبل كيفية الفاعل.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 147