نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 137
الدماء
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)[١] فلم يزل الله عزوجل علمه سابقا للأشياء
قديما قبل أن يخلقها ، فتبارك ربنا تعالى علوا كبيرا خلق الأشياء وعلمه بها سابق
لها كما شاء ، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيراً.
٩ ـ وبهذا الإسناد عن علي بن عبد الله ،
قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن عبد الله ابن مسكان ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الله تبارك وتعالى أكان يعلم المكان
قبل أن يخلق المكان. أم علمه عندما خلقه وبعد ما خلقه؟ فقال : تعالى الله ، بل لم
يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كونه ، وكذلك علمه بجميع الأشياء
كعلمه بالمكان.
قال مصنف هذا الكتاب رضياللهعنه : من الدليل على أن الله تبارك وتعالى
عالم أن الأفعال المختلفة التقدير ، المتضادة التدبير ، المتفاوتة الصنعة لا تقع
على ما ينبغي أن يكون عليه من الحكمة ممن لا يعلمها ، ولا يستمر على منهاج منتظم
ممن يجهلها ، ألا ترى أنه لا يصوغ قرطا يحكم صنعته ويضع كلا من دقيقه وجليله موضعه
من لا يعرف الصياغة ، ولا أن ينتظم كتابة يتبع كل حرف منها ما قبله من لا يعلم
الكتابة ، والعالم ألطف صنعة وأبدع تقريرا مما وصفناه ، فوقوعه من غير عالم
بكيفيته قبل وجوده أبعد وأشد استحالة. وتصديق ذلك :
١٠ ـ ما حدثنا به عبد الواحد بن محمد بن
عبدوس العطار رحمهالله
، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت
الرضا علي بن موسى عليهماالسلام
، يقول في دعائه : سبحان من خلق الخلق بقدرته ، وأتقن ما خلق بحكمته ، ووضع كل شيء
منه موضعه بعلمه ، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وليس كمثله شيء
وهو السمع البصير.
١١ ـ أبي رحمهالله
قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن
الحكم ، عن منصور الصيقل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : إن الله علم لا جهل فيه ، حياة لا موت فيه ، نور لا ظلمة فيه.