نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 129
يزل ولا يزال أبد
الآبدين ، وكذلك كان إذ لم يكن أرض ولا سماء ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ولا
نجوم ولا سحاب ولا مطر ولا رياح ، ثم إن الله تبارك وتعالى أحب أن يخلق خلقا
يعظمون عظمته ويكبرون كبرياءه ويجلون جلاله ، فقال : كونا ظلين ، فكانا كما قال
الله تبارك وتعالى [١].
قال مصنف هذا الكتاب : معنى قوله : هو
نور ، أي هو منير وهاد [٢]
ومعنى قوله : كونا ظلين ، الروح المقدس والملك المقرب ، والمراد به أن الله كان
ولا شيء معه ، فأراد أن يخلق أنبيائه وحججه وشهداءه ، فخلق قبلهم الروح المقدس وهو
الذي يؤيد الله عزوجل به أنبياءه وحججه وشهداءه صلوات الله عليهم ، وهو الذي
يحرسهم به من كيد الشيطان ووسواسه ويسددهم ويوفقهم ويمدهم بالخواطر الصادقة ثم خلق
الروح الأمين الذي نزل على أنبيائه بالوحي منه عزوجل ، وقال لهما : كونا ظلين
ظليلين لأنبيائي ورسلي وحججي وشهدائي ، فكانا كما قال الله عزوجل ظلين ظليلين
لأنبيائه ورسلي وحججه وشهدائه ، يعينهم بهما وينصرهم على أيديهم ويحرسهم بهما ،
وعلى هذا المعنى قيل للسلطان العادل : إنه ظل الله في أرضه لعباده ، يأوي إليه
المظلوم ، ويأمن به الخائف الوجل ، ويأمن به السبل ، وينتصف به الضعيف من القوي ،
وهذا هو سلطان الله وحجته التي لا تخلو الأرض منه إلى أن تقوم الساعة.
[١] قد مر تفسير
الظل في ذيل الحديث الخامس عشر من الباب الثاني والمراد بهما ههنا بشهادة أخبار
أخر حقيقة محمد وعلي صلوات الله عليهما وعلى آلهما لأن خلقها قبل خلق الكل ،
وتفسير المصنف قدسسره
لا شاهد له ، بل الشاهد على خلافه ، على أن الأمر في ( كونا ظلين ) تكويني لا
تشريعي كما زعمه.
[٢] تفسير النور
بالهادي قد ورد في أخبارنا في تفسير آية النور ، لكنه لا يناسب ههنا لأنه لا يقبل
الذوق العلمي أن يقال : هو هاد ليس فيه ظلمة ، بل المراد نور الحقيقة الوجودية
الذي ليس فيه شائبة العدم والامكان الذي به تنور وتحقق كل موجود ، والشاهد عليه
أخبار مضت وأخبار تأتي في هذا الكتاب لا سيما في الباب الحادي عشر.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 129