نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 126
أحمد بن محمد بن
خالد ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم عن أحمد بن
محسن الميثمي ، قال : كنت عند أبي منصور المتطبب ، فقال : أخبرني رجل من أصحابي
قال : كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام ، فقال ابن
المقفع : ترون هذا الخلق؟ وأومأ بيده إلى موضع الطواف ـ ما منهم أحد أوجب له اسم
الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس ـ يعني جعفر بن محمد عليهماالسلام
ـ فأما الباقون فرعاع وبهائم ، فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوجبت هذا الاسم
لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال : لأني رأيت عنده ما لم أر عندهم ، فقال ابن أبي ـ
العوجاء : ما بد من اختبار ما قلت فيه منه ، فقال له ابن المقفع : لا تفعل ، فإني
أخاف أن يفسد عليك ما في يدك ، فقال : ليس ذا رأيك ، ولكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي
في إحلالك إياه المحل الذي وصفت ، فقال ابن المقفع : أما إذا توهمت على هذا فقم
إليه ، وتحفظ ما استطعت من الزلل ، ولا تثن عنانك إلى استرسال يسلمك إلى عقال ،
وسمه ما لك أو عليك [١]
قال : فقام ابن أبي العوجاء ، وبقيت أنا وابن المقفع ، فرجع إلينا ، فقال : يا ابن
المقفع ما هذا ببشر ، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا ويتروح إذا
شاء باطنا فهو هذا ، فقال له : وكيف ذاك؟ فقال : جلست إليه ، فلما لم يبق عنده
غيري ابتدأني فقال : إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون يعني أهل
الطواف فقد سلموا وعطبتم
[١] ( لا تثن ) فعل
نهي من الثنى بمعنى العطف ، والاسترسال بمعنى التنازل والانقياد للخصم ، ويسلمك
مجزوما من باب التفعيل جواب النهي ، أي لا تعطف ولا ترخ عنانك إلى قبول ما يلقى
إليك فإنك إن فعلت ذلك يعقلك في مقام الجدال بما قبلت منه. وسمه عطف على لا تثن ،
وهو فعل أمر من وسم يسم سمة بمعنى جعل العلامة ، والضمير راجع إلى الكلام وهو غير
مذكور لفظا ، وقوله : ( ما لك أو عليك ) بدل عن الضمير ، أي أعلم كلامك علامة وميز
ما فيه نفعك أو ضررك في مقام المجادلة والمحاجة حق التمييز حتى تتكلم ما فيه نفعك
وتسكت عما فيه ضررك.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 126