نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 122
صادقا فيما ادعيت من
مناجاة الله إياك ، فأحياهم الله وبعثهم معه ، فقالوا : إنك لو سألت الله إن يريك
أن تنظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته ، فقال موسى عليهالسلام : يا قوم إن الله لا يرى بالأبصار ولا
كيفية له ، وإنما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى تسأله ،
فقال موسى عليهالسلام يا رب إنك
قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم ، فأوحى الله جل جلاله إليه : يا
موسى اسألني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم ، فعند ذلك قال موسى عليهالسلام : ( رب أرني أنظر إليك قال لن تراني
ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه ( وهو يهوي ) فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل
( بآية من آياته ) جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك ( يقول :
رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي ) وأنا أول المؤمنين ) منهم بأنك لا ترى ، فقال
المأمون : لله درك يا أبا الحسن. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته
بتمامه في كتاب عيون أخبار الرضا عليهالسلام.
ولو أوردت الأخبار التي رويت في معنى
الرؤية لطال الكتاب بذكرها وشرحها وإثبات صحتها ، ومن وفقه الله تعالى ذكره للرشاد
آمن بجميع ما يرد عن الأئمة عليهمالسلام
بالأسانيد الصحيحة ، وسلم لهم ، ورد الأمر فيما اشتبه عليه إليهم إذ كان قولهم قول
الله وأمرهم أمره ، وهم أقرب الخلق إلى الله عزوجل وأعلمهم به صلوات الله عليهم
أجمعين.
٩ ـ باب القدرة
١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضياللهعنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم
، عن محمد بن أبي إسحاق الخفاف ، قال : حدثني عدة من أصحابنا أن عبد الله الديصاني
أتى هشام بن الحكم فقال له : ألك رب؟ فقال : بلى ، قال : قادر؟ قال : نعم قادر ،
قاهر ، قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا يكبر البيضة ولا يصغر الدنيا؟
فقال هشام : النظرة ، فقال له : قد أنظرتك حولا ، ثم
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 122