بجنانك [ لتبقي ] [١] على نفسك روحها التي بها قوامها ومالها
الذي به قيامها وجاهها الذي به تمكنها وتصون بذلك من عرف من أوليائنا [٢] وإخواننا [٣] ، فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك
وتنقطع به عن عمل الدين [٤]
وصلاح إخوانك المؤمنين ، وإياك إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها ، فإنك شاحط [٥] بدمك ودماء إخوانك ، متعرض لنفسك
ولنفسهم [٦]
للزوال ، مذل [ لك و ] [٧]
لهم في أيدي أعداء الدين ، وقد أمرك الله باعزازهم ، فإنك إن خالفت وصيتي كان ضررك
على إخوانك ونفسك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا » [٨].
وفيها دلالة على أرجحية اختيار البراءة
على العمل ، بل تأكد وجوبه.
لكن في أخبار كثيرة ، بل عن المفيد في
الارشاد [٩]
: أنه قد استفاض عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : « ستعرضون من بعدي على
سبي فسبوني ،
[٨] الاحتجاج ١ /
٢٣٩ ، باب احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام.
[٩] كتاب الارشاد في
معرفة حجج الله على العباد ، فيه تواريخ الائمة الطاهرين الاثني عشر عليهم السلام
، والنصوص عليهم ، ومعجزاتهم ، وطرف من أخبارهم ، من ولادتهم ووفياتهم ، ومدة
أعمارهم ، وعدة من خواص أصحابهم.
وهو تأليف أبي عبد الله محمد
بن محمد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد ، عالم عامل جليل القدر ، فضله أشهر
من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية وغيرها ، توفي في بغداد سنة ٤١٣ ه وقيل :
٤١٤ ه.