ويشترط في الاول أن تكون التقية من مذهب
المخالفين ، لانه المتيقن من الادلة الواردة في الاذن في العبادات على وجه التقية
، لان المتبادر التقية من مذهب المخالفين ، فلا يجري في التقية عن الكفار أو ظلمة
الشيعة ، لكن في رواية مسعدة بن صدقه [١]
الآتية ما يظهر منه عموم الحكم لغير المخالفين [٢]
، مع كفاية عمومات التقية في ذلك ، بعد ملاحظة عدم اختصاص التقية في لسان الائمة
صلوات الله عليهم بالمخالفين ، لما يظهر بالتتبع في أخبار التقية التي جمعها في
الوسائل [٣].
وكذا لا إشكال في التقية عن غير مذهب
المخالفين ، مثل التقية في العمل على طبق عمل عوام المخالفين الذين لا يوافق مذهب
مجتهدهم ، بل وكذا التقية في العمل على طبق الموضوع الخارجي الذي اعتقدوا تحققه في
الخارج مع عدم تحققه في الواقع ، كالوقوف بعرفات يوم الثامن والافاضة منها ومن
المشعر يوم التاسع موافقا للعامة إذا اعتقدوا رؤية هلال ذي الحجة في الليلة
الاخيرة من ذي القعدة.
[١] هو : أبو محمد
أو أبو بشر مسعدة بن صدقة العبدي أو العسيدي ، له كتب ، روى عنه هارون بن مسلم ،
وهو إما تبري أو عامي.
[٣] الوسائل ١١ /
٤٥٩ ـ ٤٨٣ ، من باب ٢٤ إلى باب ٣٢ من أبواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والوسائل هو أحد الجوامع المتأخرة الكبرى ، واسمه تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل
مسائل الشريعة ، ويقال له الوسائل تخفيفا.
وهو تأليف الشيخ أبي جعفر
محمد بن الحسن بن علي المشغري ، عالم عامل محدث جليل القدر ، توفى سنة ١١٠٤ ، ودفن
في الصحن المطهر للامام الرضا عليه السلام ، وله مقبرة تزار وتقصد لحد الآن.