ورويتم أنّه قضى
فى المفقود أن تربّص امرأته أربعة [٢] سنين فان قدم
والاّ تزوّجت ؛
وقال ياقوت فى معجم البلدان بعد أن
ذكر أن فامية مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمس وذكر ما يرجع الى تعريفها ما
نصه :
« وفامية أيضا قرية من قرى
واسط بناحية فم الصلح ( الى أن قال ) وذكر أحمد بن أبى طاهر أنه رفع الى المأمون أن رجلا من الرعية لزم بلجام رجل من الجند يطالبه
بحق له فقنعه بالسوط فصاح الفامى : وا عمراه ذهب العدل منذ ذهبت ؛ فرفع ذلك الى
المأمون فأمر باحضارهما ، فقال للجندى : ما لك وله؟ ـ فقال : ان هذا رجل كنت
أعامله وفضل له على شيء من النفقة فلقينى على الجسر فطالبنى فقلت : انى أريد دار
السلطان فاذا رجعت وفيتك فقال : لو جاء السلطان ما تركتك فلما ذكر الخلافة يا أمير
المؤمنين لم أتما لك فعلت ما فعلت ، فقال للرجل : ما تقول فيما يقول؟ ـ فقال : كذب
على وقال الباطل ، فقال الجندى :ان لى جماعة يشهدون ان أمر أمير المؤمنين باحضارهم أحضرتهم فقال المأمون :
ممن أنت؟ ـ قال : من أهل فامية قال : أما عمر بن الخطاب كان
يقول : من كان جاره نبطيا واحتاج الى ثمنه فليبعه فان كنت انما طلبت سيرة عمر فهذا حكمه فى أهل فامية ، ثم أمر له بألف
درهم وأطلقه.
وهذه فامية التى عند واسط
بغير شك ».
أقول : حكم ياقوت بكون الرجل من أهل فامية هذه على سبيل القطع لما ذكره أهل ـ الفن
فى معنى النبط قال الفيومى فى المصباح المنير : «
النبط جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ثم استعمل فى أخلاط الناس وعوامهم والجمع أنباط مثل سبب وأسباب الواحد
نباطى بزيادة ألف ؛ والنون تضم وتفتح قال الليث : ورجل نبطى ومنعه ابن الاعرابى ».
[١]
ح : « فيهم » وهو اشتباه من طغيان القلم من دون شك.