نام کتاب : الإيضاح نویسنده : الفضل بن شاذان جلد : 1 صفحه : 474
يخالفون الله
ورسوله ويزعمون أنّهم لا يقبلون توبة ممّن تاب والله يقول : ( وَهُوَ
الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ
وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ )[١] فى آيات كثيرة فى كتاب الله يخبر عباده أنّه يقبل توبتهم
اذا تابوا من الشّرك ومن الذّنوب.
وقد قبل عليّ بن
أبى طالب ـ عليهالسلام ـ توبة الخوارج يوم خرجوا عليه بحر وراء [٢] ورئيسهم يومئذ
ابن الكوّاء فلمّا كلّمهم وحاجّهم رجعوا وتابوا ؛ فقبل منهم. ثمّ قد رويتم عنه ـ صلوات
الله عليه ـ أنّه كان يخطب النّاس على منبر الكوفة فحكمت عليه الخوارج من نواحى
المسجد يقولون : لا حكم الاّ لله ؛ فقطع خطبته ثمّ أقبل عليهم فقال : حكم الله
أنتظر فيكم كلمة حقّ يلتمس بها باطل [٣] أما انّ لكم عندنا يا معشر [٤] الخوارج ثلاثا لا
نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع
أيدينا ، ولن نقاتلكم حتّى تبدءونا ، ثمّ خرجوا عليه يوم النّهروان فخرج إليهم
فحاجّهم فرجع منهم أقوام وتابوا ؛ فقبل توبتهم وكفّ عنهم ، وأبى الآخرون أن يتوبوا
؛ فقاتلوه ؛ فقتلهم أجمعين الاّ نفرا منهم يسيرا أصابهم جراحات فأتوه فتابوا ؛
فقبل منهم وخلّى سبيلهم.
فزعمتم فى روايتكم
عن الحسن بن الحسن أنّه قال : إن أظفرنى [٥] الله بمن يخالفنى
[٢]قال
ياقوت فى معجم البلدان :
« حروراء بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى والف ممدودة قرية بظاهر الكوفة وقيل :
موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين خالفوا على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه
ـ فنسبوا إليها. وقال ابن الانبارى : حروراء كورة. وقال أبو منصور : الحرورية
منسوبة الى موضع بظاهر الكوفة نسبت إليه الحرورية من الخوارج وبها كان أول تحكيمهم
واجتماعهم حين خالفوا عليه قال : ورأيت بالدهناء رملة وعثة يقال لها : رملة حروراء ».