نام کتاب : الإيضاح نویسنده : الفضل بن شاذان جلد : 1 صفحه : 396
وروى جرير بن عبد
الحميد قال : أخبرنى من كان يحرس شجرة زيد بن عليّ قال :
كنّا أربعين رجلا
نحرسه فلمّا ذهب من اللّيل ثلثه أو نحوه جاء النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فأنزل زيدا عن الخشبة ثمّ قال : يا زيد ، قال : لبّيك بأبى وأمّى ، قال :
خذلوك وقتلوك وصلبوك؟ قال : نعم ، قال : ليخذلنّهم الله وليقتّلنّهم [١] وليصلّبنّهم [٢] ، فحدّثه طويلا
ثمّ سقاه ضياحا [٣] من لبن ثمّ قال : اصعد الخشبة فلمّا كانت القابلة قال لرجل
من أصحابه ممّن فى الحرس [٤] : لا تنم ؛ فلم ينم حتّى كانت تلك السّاعة ، فرأى [٥] مثل ذلك ، فلما
كانت الثّالثة [٦] قال لآخر : لا تنم ؛ فلم ينم ؛ فرأى مثل ذلك ؛ حتّى
[١] و [٢] انما ضبطنا الكلمتين هنا بالتشديد تبعا للقرآن
المجيد فان الله تعالى نقل فى موارد فيه قول فرعون للسحرة الذين آمنوا بالتشديد
فقال تعالى فى سورة الاعراف : (لَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) ( آية ١٢٤ ) ونظيرها آية ٧١ سورة طه
وآية ٤٩ سورة الشعراء وصرحت علماء الادب والتفسير بأن التشديد فى « قطع » و « صلب
» للتكثير وهو احد معانى باب التفعيل ونظيرها قوله تعالى فى آخر آية ٦١ من سورة
الاحزاب : (وَقُتِّلُواتَقْتِيلاً).
[٣]
قال ابن الاثير فى النهاية : « فى حديث عمار : ان آخر شربة تشربها ضياح ؛ الضياح
والضيح بالفتح اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط ؛ رواه يوم قتل بصفين وقد جيء
بلبن ليشربه » وقال الجوهرى : « الضيح والضياح اللبن
الرقيق الممزوج ».
[٤]قال
الفيومى فى المصباح المنير : « حرسه يحرسه من باب قتل حفظه والاسم الحراسة فهو حارس
والجمع حرس وحراس مثل خادم وخدم وخدام ، وحرس السلطان أعوانه جعل علما على الجمع
لهذه الحالة المخصوصة ولا يستعمل له واحد من لفظه ولهذا نسب الى الجمع فقيل : حرسى
، ولو جعل الحرس هنا جمع حارس لقيل : حارسى ، قالوا : ولا يقال : حارسى الا اذا ذهب به الى معنى الحراسة دون الجنس ».
[٥]
ح : « فرأيا » وكذا الكلمة فى تلك النسخة فى المورد الآتي.