نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 44
الشخصية، و ارتفعت مراقبة الدين من قلوب المؤمنين، فلا محاسب و لا محاسب، فالأمر منذر حينذاك بخطر عظيم و شر عميم.
و مع كل هذا فقد كان المرتضى(رحمه الله) في ذلك العصر المشحون بالفتن و الشغب، و الهم و النصب لا يخلو من ظرف و دعابة مع أصدقائه و معاشريه بما لا يخرج عن حدود الحشمة و مسالك الأدب، فقد اطلع يوما من روشنه فرأى المطرز [1] الشاعر قد انقطع شراك نعله و هو يصلحه فقال له: قدت ركائبك، و أشار إلى قصيدته التي أولها:
سرى مغرما بالعيس ينتجع الركبا * * * يسائل عن بدر الدجى الشرق و الغربا [1]
على عذبات الجزع من ماء تغلب * * * غزال يرى ماء القلوب له شربا
إذا لم تبلغني إليكم ركائبي * * * فلا وردت ماء و لا رعت العشبا
فقال مسرعا: أ تراها ما تشبه مجلسك و خلعك و شربك، أشار بذلك إلى أبيات المرتضى التي منها [2]:
يا خليلي من ذؤابة قيس * * * في التصابي رياضة الأخلاق
و خذا النوم من جفوني فإني * * * قد خلعت الكرى على العشاق
معاصروه و أصحابه:
كان للشريف المرتضى بفضل ما اوتي من شرف العلم و النسب، و ما تحلى به من زكاته الطبع و الأدب، مع عزة النفس و و فارة المال، و جميل الخصال، و سموا الرتبة و جليل
[1] المطرز: لقب أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيوب الشاعر، و كان يسكن ناحية الدجاج، توفي في جمادى الآخرة «سنة 439» (المنتظم 8- 134).
[2] أول القصيدة:
ما رأتني عيناك يوم الفراق * * * أخدع القلب بادكار التلاقي
و هي قصيدة حسنة في واحد و أربعين بيتا يهنئ المرتضى خاله أبا الحسين أحمد بن الحسن الناصر بعيد الفطر و هي مثبتة في هذا الديوان.
[1] راجع معجم الأدباء لياقوت ج 13 ترجمة المرتضى تجد في هذا البيت و روايته تصحيفات.
نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 44