نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 30
و قد سئل عنه فيلسوف المعرة أبو العلاء بعد أن حضر مجلسه فقال:
يا سائلي عنه لما جئت اسأله * * * فإنه الرجل العاري عن العار
لو جئته لرأيت الناس في رجل * * * و الدهر في ساعة و الأرض في دار
و كان نصير الدين الطوسي الفيلسوف الرياضي المشهور يقول- إذا جرى ذكر المرتضى في درسه-: (صلوات الله عليه)، ثم يلتفت إلى القضاة و المدرسين الحاضرين درسه، و يقول: كيف لا يصلى على المرتضى؟! [1].
علمه باللغة و غريبها:
العلم بغريب اللغة يدل على اطلاع واسع على لغة العرب بدراسة علومها و معرفة لسانها في مختلف ديارها و مواطنها، و قد كان الشيخ عز الدين أحمد بن مقبل (كذا) [2] يقول: لو حلف إنسان أن السيد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثما، و كتابه الأمالي المعروف ب«غرر الفوائد و درر القلائد» يشتمل على محاسن فنون تكلم فيها في النحو و اللغة و الشعر و التفسير و الكلام و غير ذلك، حتى أن شيخا من شيوخ الأدب بمصر قال فيه: و الله إنى استفدت من كتاب الغرر مسائل لم أجدها في كتاب سيبويه و غيره من كتب النحو [3].
فلسفته:
للمرتضى فلسفة إسلامية خاصة في تفسير الأشياء و ظاهراتها تختلف عن تفسير كافة فلاسفة المسلمين المتأثرين بالفلسفة اليونانية و قواعدها المنطقية المبنية على منطق أرسطو و إلهيات أفلاطون و مغالطات بروتاغوراس، و غيرهم، هذا إذا فسرنا الفلسفة بأنها النظر العقلي في الأشياء، فهو يفسر ظواهر الكون و فعاليات الأحياء مستندا إلى ثلاث دعائم أساسية، هي السماع و العقل و جريان العادة، و أقصد بالسماع ما وردت به آية محكمة أو خبر صحيح، و بالعقل ما أثبتته الأدلة العقلية بالبرهان العقلي غير