نام کتاب : الانتصار في انفرادات الإمامية نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 26
عشر أولهم علي بن أبي طالب، و آخرهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر، و قالوا بعصمتهم جميعا، و خالفهم في جميع ذلك المعتزلة، إلا ما نسب إلى إبراهيم بن سيار النظام من موافقتهم بذلك [1].
و الإمامية يختلفون مع المعتزلة في مسائل أخر، و كان ما ذكرناه أهمها، و يتفقون معهم في مسائل أخر غيرها، من قولهم بخلق القرآن، و إنه كلام الله محدث و ليس بقديم، و قولهم إن الله تعالى لا يرى لا في الدنيا و لا في الآخرة، و غير ذلك.
إلا أن اشتراكهم مع المعتزلة في بعض المقالات و الاعتقادات لا يبرر القول بأنهم منهم، فللمعتزلة آراء و عقائد يتشاركون بها مع كافة فرق الإسلام، و يتفردون عنهم بعقائد و آراء أخر، كما يتمايزون بعضهم عن بعض في كثير من الآراء.
و على ذلك فالمرتضى لم يكن معتزليا و لا رأسا في الاعتزال، على ما يزعم الخطيب البغدادي، و لا فيه ميل أو تظاهر في الاعتزال أو هو داعية إليه على ما يذهب إليه ابن الجوزي و ابن حزم الظاهري.
قال الصفدي في الوافي بالوفيات نقلا عن الخطيب البغدادي قال- يعني الخطيب-:
كتبت عنه- أي عن المرتضى- و كان رأسا في الاعتزال كثير الاطلاع و الجدال.
و قال ابن الجوزي في المنتظم 8- 120: كان إماميا فيه ميل للاعتزال.
و قال ابن حزم في الملل و النحل على ما نقله عنه صاحب روضات الجنات ص 387:
«و من قول الإمامية كلها قديما و حديثا إن القرآن مبدل، زيد فيه و نقص» حاشا علي بن الحسين بن موسى (يعني الشريف المرتضى). و كان إماميا فيه تظاهر بالاعتزال، و مع ذلك كان ينكر هذا القول و كفر من قال به، و كذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، و أبو القاسم الرازي.
أقول: و أكثر الشيعة الإمامية على القول بتمام القرآن بلا زيادة و لا نقصان و هو ما بين الدفتين، و هذا قول صادقهم.
و يكفينا في الدلالة على خلاف الإمامية مع المعتزلة، أن نذكر أن للمرتضى نفسه