responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 250

فَمَنْهُومٌ بِاللَّذَّاتِ‌[1] سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ أَوْ مُغْرًى بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ- لَيْسَ مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ أَقْرَبُ شَبَهاً بِهَؤُلَاءِ الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ- اللَّهُمَّ بَلَى لَا تُخْلِي الْأَرْضَ‌[2] مِنْ قَائِمٍ بِحُجَّةٍ ظَاهِرٍ مَشْهُورٍ أَوْ مُسْتَتِرٍ مَغْمُورٍ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ فَإِنَّ أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ‌[3] عَدَداً- الْأَعْظَمُونَ خَطَراً بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حُجَجَهُ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الْأُمُورِ فَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ- وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ‌[4] وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ- صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ- هَاهْ هَاهْ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ ثُمَّ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي وَ قَالَ انْصَرِفْ إِذَا شِئْتَ‌[5].


[1] أي لما لم يكن ذانك الفريقان أهلا لتحمل العلم فلا يبقى الا من هو منهوم باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بالجمع و الادخار. و المنهوم: الحريص و الذي لا يشبع من الطعام. و سلس القياد: أى سهل الانقياد. و مغرى من الاغراء، و في النهج:

« مغرما» أي مولعا.

[2] كذا في نسخ الكتاب و الظاهر أنّه تصحيف لان كلمة« اللّهمّ» للاستدراك لا للنداء حتّى تكون جملة« لا تخلى» مخاطبا مع اللّه تعالى، و الصواب كما في سائر نسخ الحديث:« لا تخلو الأرض».

[3] كذا في الخطية، و في سائر النسخ:« و كم ذا و أين؟ اولئك‌[ و اللّه‌] الاقلون عددا الاعظمون خطرا».

[4] الروح- بالفتح-: الراحة و الرحمة و النسيم، أي وجدوا لذة اليقين. و الوعر من الأرض: ضد السهل، و المترف: المتنعم، أي استسهلوا ما استصعبه المتنعمون من رفض الشهوات و قطع التعلقات.

[5] قال ابن أبي الحديد: ثم قال لكميل: انصرف إذا شئت، و هذه الكلمة من-- محاسن الآداب و من لطائف الكلم، لانه لم يقتصر على أن قال انصرف، كيلا يكون أمرا أو حكما بالانصراف لا محالة فيكون فيه نوع علو عليه، فاتبع ذلك بقوله« إذا شئت» ليخرجه من ذل الحكم و قهر الامر الى عزة المشيئة و الاختيار- اه.

و الخبر مرويّ في الغارات ج 1 ص 148، و التحف، و الخصال و كمال الدين و أمالي الطوسيّ و النهج باختلاف في الألفاظ و نقله البحار في كتاب فضل علمه و شرحه شرحا وافيا.

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست