نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 0 صفحه : 4
جؤنة حافلة بنفيس الأعلاق[1]،
و في عدم نظم المواضيع يشبه عقدا منفصما تناثرت منه اللّئالي، و بساطا مبسوطا
منشورة عليه الدّراري، و هذا هو شأن كتب الأمالي لأيّ أحد من العظماء الأقاصي منهم
و الأداني.
ترى فيه اللّؤلؤ و
المرجان، و الدّرّ الوضّاء، و الحكمة البالغة، و البراهين الواضحة، و الدّروس
الرّاقية.
و امتاز عن غيره بإيراد
التّاريخ الصّحيح من الحوادث المظلمة الّتي وقعت في الصدر الأوّل و ذكر موضع أهل
البيت عليهم السّلام فيها و ما أمروا أتباعهم بها و غير ذلك، و قد طوينا عن
تفصيلها كشحا.
و أمّا المطبوع منه
سابقا فمن كثرة الأغلاط و التحريفات استترت شمسه بالسّحاب، و توارت أنجمه
بالنّقاب، و اختفت غرّة وجهه بالحجاب، فعزّ على الباحث مرامه، و ابتعد عن الفهم
الذكيّ صوابه، و استعصى على المطالع زمامه، و من أجل ذلك ترك مهجورا مغفولا عنه، و
صار قدره مجهولا، فلا بدّ من القيام بواجب حقّه.
فلمّا سمع منّي ذلك
مصغيا إليه، أشرت عليه بإحيائه، و إناخة المطيّة بفنائه، و النّزول إلى ساحته،
فسرّ بذلك، و تقبّله بقبول حسن، و أعرب عن رضاه بالّتي هي أحسن، فشرطت عليه أن
يجوب آماقه[2] و يتتبّع
أعماقه، و يضبط أصوله، و يحكم فصوله، و يفسّر غريبه، و يبيّن مجمله، و يعرّف
مجهوله، و يميّز مشتركات رجاله، و أن يمشي في كلّ ذلك على ضوء الحقيقة، لا مشرّقا
و لا مغرّبا، فاعتهد ذلك، و شمّر ذيل الجزم
[1] الجؤنة: حقيبة العطار، و الأعلاق جمع العلق-
بكسر العين-: النفيس من كل شيء.
[2] جاب يجوب أي خرق و قطع، قال تبارك و تعالى«
الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ» و الآماق جمع مؤق و هو مجارى
العين- و من الأرض: النواحي الغامضة.
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 0 صفحه : 4