responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 35


ذلك التأكيد فقد جرت به عادة العرب في كلامها وما تقدم من الوجهين أولى لأن حمل كلامه تعالى على الفائدة أولى من حمله على ما تسقطه معه الفائدة [ تأويل آية أخرى ] . . ان سأل سائل عن قوله تعالى ( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم ) فقال أي معنى لرد الأيدي في الأفواه وأي مدخل لذلك في التكذيب بالرسل عليهم السلام . . الجواب قلنا في ذلك وجوه . . أولها أن يكون إخبارا عن القوم بأنهم ردوا أيديهم في أفواههم عاضين عليها غيظا وحنقا على الأنبياء عليهم السلام كما يفعل المتوعد لغيره المبالغ في معاندته ومكايدته وهذه عادة معروفة في المغيظ المحنق انه يعض على أصابعه ويفرك أنامله ويضرب بإحدى يديه على الأخرى وما شاكل ذلك من الأفعال . . وثانيها أن تكون الهاء في الأيدي للكفار المكذبين والهاء التي في الأفواه للرسل عليهم السلام فكأنهم لما سمعوا وعظ الرسل ودعاءهم وإنذارهم أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل فيضعونها على أفواههم ليسكتونهم ويقطعوا كلامهم . . وثالثها أن تكون الهاءان جميعا يرجعان إلى الكفار لا إلى الرسل فيكون المعنى انهم إذا سمعوا وعظهم وإنذارهم وضعوا أيدي أنفسهم على أفواههم مشيرين إليهم بذلك إلى الكف عن الكلام والامساك عنه كما يفعل من يريد منا أن يسكت غيره ويمنعه عن الكلام من وضع أصبعه على في نفسه . . ورابعها أن يكون المعنى فردوا القول بأيدي أنفسهم إلى أفواه الرسل أي انهم كذبوهم ولم يصغوا إلى أقوالهم فالهاء الأولى للقوم والثانية للرسل والأيدي إنما ذكرت مثلا وتأكيدا كما يقول القائل أهلك فلان نفسه بيده أي وقع الهلاك به من جهته لا من جهة غيره . . وخامسها أن المراد بالأيدي النعم والهاء الثانية للقوم المكذبين والتي قبلها للرسل والتقدير فردوا بأفواههم نعم الرسل أي ردوا وعظهم وإنذارهم وتنبيههم على مصالحهم الذي لو قبلوه لكان نعما عليهم . .
ويجوز أيضا أن تكون الهاء التي في الأيدي للقوم الكفار لأنها نعم من الله تعالى عليهم فيجوز اضافتها إليهم وحمل لفظة في علي معنى الباء جائز لقيام بعض الصفات مقام بعض يقولون رضيت عنك ورضيت عليك . . وحكي في لغة طئ أدخلك الله بالجنة يريدون في

نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 2  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست