responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 6


من الثواب وهذه عادة للعرب في كلامهم معروفة يقولون فيمن فقد ناصره ومعينه فلان بعد فلان أجدع وقد بقي بعده أجذم وقال الفرزدق يرثي مالك بن مسمع تضعضع طودا وائل بعد مالك * وأصبح منها معطس العز أجذعا وإنما أراد المعنى الذي ذكرناه وللعرب ملاحن في كلامها وإشارات إلى الأغراض وتلويحات بالمعاني متى لم يفهمها ويتسرع إلي الفطنة لها من تعاطي تفسير كلامهم وتأويل خطابهم كان ظالما نفسه متعديا طوره ونعود إلى الكلام على ما ذكره الرجلان . . أما أبو عبيد فان خطأه من حيث لم يفطن للغرض من الخبر فضل عن وجه والا فالأجذم هو الأقطع لا محالة كما قال الا انه لا يليق بهذا الموضع فإذا حمل عليه لم يفد شيئا فإن كانت شبهته التي أوقعته في ذلك ظنه ان ذلك يكون على سبيل العقوبة على نسيان القرآن فليس كما ظن لأن الجذم أولا ليس بعقوبة لان الله تعالى قد يجذم أولياءه والصالحين من عباده ويقطع أعضاءهم بالأمراض وقد يبتدأ خلق منه هو ناقص الأعضاء فليس بلازم في الجذم أن يكون عقوبة ثم لو كان يستحق ناسي القرآن عقوبة على نسيانه لكان حفظ القرآن بأسره فرضا واجبا وحتما لازما لان العقوبة لا تستحق بترك ما ليس بواجب وليس حفظ جميع القرآن كذلك . . وأما ابن قتيبة فإنه غلط من حيث لم يفطن للوجه في الخبر الذي ذكرناه ومن حيث ظن أن العقوبة لا تكون الا في محل الذنب وهذا القول يوجب عليه أن لا يجلد ظهر الزاني وتختص العقوبة بفرجه وكذلك القاذف كان يجب أن يعاقب في لسانه دون سائر أعضائه والخبر الذي استشهد به حجة عليه لأنا نعلم أن اللسان أقوى حظا في باب الكلام من الشفة فلم لم يخص بالعقوبة وحلت بالشفاه دونه . . ثم غلطه في تأويل الآية التي أوردها أقبح من كل ما تقدم لأنه توهم أنما تضمنته الآية من تخبط آكل الربا وتعثره في القيام إنما هو في الدنيا من حيث يثقل ما أكله في معدته فيمنعه من النهوض ونحن نعلم ضرورة خلاف ذلك ونجد كثيرا من آكلي الربا أخف نهوضا وأسرع قياما وتصرفا من غيرهم ممن لم يأكل الربا قط والمعنى في الآية هو ما ذكره المفسرون من أن ما وصفهم الله تعالى به يكون عند قيامهم من قبورهم فيلحقهم العثار

نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست