responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 4


أراد التاجر ان يفتقر أتته النوائب من كل وجهة وجاءه الخسران من كل جانب . . وقولهم إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله وتسرع إلي كل ما تتوق إليه نفسه ومعلوم ان التاجر لم يرد في الحقيقة شيئا ولا العليل أيضا لكن لما كان المعلوم من حال هذا الخسران ومن حال هذا الهلاك حسن هذا الكلام واستعمل ذكر الإرادة لهذا الوجه وكلام العرب وحي وإشارات واستعارات ومجازات ولهذا الحال كان كلامهم في المرتبة العليا من الفصاحة فان الكلام متى خلا من الاستعارات وجرى كله على الحقيقة كان بعيدا من الفصاحة بريا من البلاغة وكلام الله تعالى أفصح الكلام . . والوجه الرابع ان تحمل الآية على التقديم والتأخير فيكون تلخيصها إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة فعصوا واستحقوا العقاب أردنا إهلاكهم والتقديم والتأخير في الشعر وكلام العرب كثير ومما يمكن أن يكون شاهدا لصحة هذا التأويل من القرآن قوله تعالى * ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) * والطهارة إنما تجب قبل القيام إلى الصلاة وقوله تعالى * ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ) * وقيام الطائفة معه يجب أن يكون قبل إقامة الصلاة لان إقامتها هي الاتيان بجميعها على الكمال أما قراءة من قرأ الآية بالتشديد فقال أمرنا وقرأ من قرأها بالمد والتخفيف فقال آمرنا فلن يخرج معنى قراءتهما عن الوجوه التي ذكرناها الا الوجه الأول فان معناه لا يليق الا بان يكون ما تضمنته الآية هو الامر الذي يستدعي به إلى الفعل [ تأويل خبر ] . . روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه : قال من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله وهو أجذم : قال أبو عبيد القاسم بن سلام مفسرا لهذا الحديث في كتابه غريب الحديث الأجذم المقطوع اليد واستشهد بقول المتلمس وما كنت الا مثل قاطع كفه بكف له أخرى فأصبح أجذما [1] وقد خطأ عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبا عبيد في تأويله هذا الخبر . . وقال الأجذم



[1] الملتمس هو عدي بن عبد المسيح وهو صاحب الصحيفة المشهورة التي يضرب بها المثل ورفيق طرفة إلي عامل البحرين وقصتهما مشهورة وهذا البيت من قصيدة له تعد في جيد شعر العرب وبعده يداه أصابت هذه حتف هذه * فلم تجد الأخرى عليها مقدما فلما استقاد الكف بالكف لم يجد * له در كافي أن تبينا فأحجما فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى * مساغا لناباه الشجاع لصمما لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان الا ليعلما وقوله لناباه جعله بالألف وتلك طريقة لهم في الزام المثنى الألف في حالاته الثلاث .

نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست