نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 93
غيرنا فينا على وجه لا يمكننا دفعه عن نفوسنا.
و العلم الضروري على ضربين: أحدهما يحصل في العاقل ابتداء، و الثاني يحصل عند سبب. فالأول كالعلم بأن الموجود لا يخلو من أن يكون له أول أولا أول له، و المعلوم لا يخلو من أن يكون ثابتا أو منتفيا، و ما شاكل ذلك مما هو مذكور في أول العقل و قد بيناه.
و ما يحصل عند السبب على ضربين: أحدهما يحصل وجوبا كالعلم بالمشاهدات مع ارتفاع اللبس، و الثاني يحصل عند سببه بالعادة.
و هو على ضربين: أحدهما العادة فيه مستمرة غير مختلفة كالعلم بالبلدان و الوقائع عند من قال هو ضروري، و الثاني العادة فيه مختلفة كالعلم بالصنائع عند الممارسة و العلم بالحفظ عند تكرار الدرس.
و المكتسب هو كل ما كان من فعلنا من العلوم، و هو على ضربين: أحدهما يحصل متولدا عن نظر، و الآخر يحصل من غير نظر. فما يحصل عن نظر فسنذكر أوصافه، و الثاني فنحو ما يفعله المنتبه من نومه و قد كان عالما باللّه و صفاته، فاذا انتبه و تذكر نظره فعل اعتقادا لما كان له معتقدا فيكون ذلك الاعتقاد علما. و لا بد أن يفعل هذا الاعتقاد عند التذكر لأنه ملجأ إلى فعله، و لا يمكن أن يكون واقعا عن نظر، لأنه لو كان كذلك لترتبت فحسن ترتب النظر في زمان متراخ، و المعلوم خلافه.
و العلوم الكسبية من فعلنا، لوجوب وقوعها بحسب دواعينا و أحوالنا، ففارقت بذلك العلوم الضرورية التي تحصل من فعل اللّه تعالى.
و سكون النفس الذي اعتبرناه هو ما يجده الإنسان من نفسه عند العلم بالمشاهدات و أنه لا يضطرب عليه و لا يشك فيه، و ان كان طريقه الاستدلال أمكنه حل كل شبهة تدخل عليه. فأما ما يحكى عن السوفسطائية من الخلاف فيه فلا اعتبار
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 93