responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 77

و اما الكلام في اللطف

(فيحتاج أن نبين أولا ما اللطف و ما حقيقته) و اللطف في عرف المتكلمين عبارة عما يدعو الى فعل واجب أو يصرف عن قبيح، و هو على ضربين: أحدهما أن يقع عنده الواجب و لولاه لم يقع فيسمى توفيقا، و الآخر ما يكون عنده أقرب الى فعل الواجب أو ترك القبيح و ان لم يقع عنده الواجب و لا أن يقع القبيح فلا يوصف بأكثر من أنه لطف لا غير، و ما كان المعلوم أنه يرتفع عنده القبيح و لولاه لم يرتفع يسمى عصمة، و ان كان عنده أقرب الى ان لا يقع عنده القبيح سمي لطفا لا غير، و اللطف منفصل من التمكين، و يوصف اللطف بأنه صلاح في الدين [1] و أما ما يدعو الى فعل قبيح فيقع عنده الصحيح قبيح و لولاه لم يقع يسمى مفسدة و استفساد.

و اللطف إذا كان داعيا الى الفعل أو صارفا فلا بد أن يكون بينه و بين ما هو لطف فيه مناسبة، و لا يلزم أن تكون تلك المناسبة معلومة تفصيلا.

و يجب أن يكون اللطف معلوما على الوجه الذي هو لطف فيه، لأنه داع الى الفعل، فهو كسائر الدواعي.

و المعتبر في الدواعي حال الداعي من علم أو ظن أو اعتقاد، و لذلك قد يعتقد أن في الشيء نفعا فيكون ذلك داعيا له الى فعله و ان لم يكن فيه نفع.

و إذا ثبت ذلك فلا يمتنع أن يدعوه الى الفعل ما ليس بمدرك بعد أن يكون معلوما.

و يجب أن يكون اللطف متقدما للملطوف فيه ليصح أن يكون داعيا اليه و باعثا عليه، و الداعي لا يكون الا متقدما، و أقل ما يجب تقدمه وقت واحد،


[1] في ج «بأنه صلاح و إصلاح في الدين».

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست