نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 47
هذه الأشياء جمادات و مسخرات، و كيف يصح منها فعل ما يستحق به العبادة.
و قولهم «مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلّٰا لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ»[1] باطل، لان التقرب الى اللّه بالقبائح قبيح في العقول. و ليس يجري ذلك مجرى تعظيمنا للبيت الحرام و الحجر و سجودنا اليه، و ذلك انا نسجد للّه تعالى و نتقرب اليه لا الى البيت و الحجر، و انما تعبدنا اللّه بذلك و رغبنا فيه. فنظير ذلك أن ثبت بشرع مقطوع به التقرب الى اللّه و السجود له بالتوجه الى هذه الأشياء، و القوم لا يذهبون اليه، فبطل تشبيههم بما قلناه و بان الفرق بينهما.
(الكلام في العدل)
الغرض بالكلام في العدل الكلام في تنزيه اللّه تعالى عن فعل القبيح و الإخلال بالواجب، فاذا حصل العلم بذلك حصل العلم بالعدل.
و الطريق الموصل الى ذلك أن نبين أنه تعالى قادر على القبيح ثم نبين بعد ذلك أنه لا يفعله بعد أن نبين تقدم معنى الفعل و انقسامه ثم نعود الى الغرض.
و حقيقة الفعل ما وجد بعد أن كان معدوما.
و لا يخلو الفعل من أن يكون له صفة زائدة على حدوثه أم لا يكون له صفة زائدة، فما ليس له صفة زائدة هو كلام الساهي و النائم و حركات أعضائه التي لا تتعداه، و ماله صفة زائدة على حدوثه اما أن يكون حسنا أو قبيحا، فالحسن هو كل فعل إذا فعله العالم به أو المتمكن من العلم به مختارا لا يستحق عليه الذم.
و هو على ضربين: أحدهما له صفة زائدة على حسنه، و الآخر لا صفة له زائدة على حسنه. فما لا صفة له زائدة على حسنه هو الموصوف بأنه مباح إذا