responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 46

من النور، فيكون الاعتذار من غير فاعل الإساءة، و ذلك قبيح في العقول.

و أما النصارى فمن خالف منهم في نبوة نبينا فالكلام معهم في النبوة سيجيء، و من قال بقول النصارى من القول بالتثليث و الاتحاد و النبوة فقولهم باطل، لان قولهم ثلاثة أقانيم جوهر واحد متناقض، لأن في إثباته واحدا نفيا لما زاد عليه و في إثبات التثليث إثباتا لما نفى بعينه، و ذلك محال. و قولهم بالاتحاد و ان الثلاثة صارت واحدا محال، و كذلك قولهم صار الناسوت إلها و المحدث قديما كل ذلك محال. و لو جاز ذلك لجاز أن يصير الواحد مائة و أن يصير القديم محدثا، و كل ذلك فاسد، فيبطل ما قالوه.

و أما قولهم بالبنوة فحقيقة الابن من ولد على فراشه أو خلق من مائه، و كلاهما يستحيلان عليه تعالى، و مجاز ذلك يطلق فيمن يجوز أن يولد على فراشه أو يخلق من مائه. ألا ترى أنهم يقولون «يا ابن فلان بفلان» إذا كان أصغر منه، و لا يقولون «يا ابن شاب شيخا» و لا «يا ابن الإنسان بهيمة» لما لم يجز أن يكون مخلوقا من مائه، فمجاز هذه اللفظة يجوز على من يجوز عليه حقيقتها و حقيقتها مستحيل في اللّه تعالى، فمجازها مثل ذلك.

و قولهم «ابن اللّه» لمشاركته له في المشيئة، يوجب أن يكون الأنبياء كلهم أبناء اللّه، لأنهم يوافقونهم في المشيئة و هم لا يقولونه. فبان بذلك فساد هذه المذاهب، و ثبت أنه تعالى واحد لا يشاركه أحد في القدم.

فأما من عبد الأصنام أو الكواكب فقولهم باطل، لأن عبادة من لا يستحقها قبيحة في العقول.

و العبادة إنما تستحق بأصول النعم التي هي خلق الخلق و جعله حيا و قادرا و إكمال عقله و خلق الشهوة فيه التي بها ينتفع و ينال الملاذ و خلق المشتهيات و غير ذلك. و كل ذلك لا يقدر عليه غير اللّه، فيجب أن تقبح عبادته. على أن

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست