responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 33

فصل (في كيفية استحقاقه لهذه الصفات)

يجب أن يكون تعالى قادرا في الأزل، لأنه لو تجدد كونه قادرا بعد أن لم يكن كذلك وجب أن يكون قادرا بقدرة، لان شرط صحة كونه قادرا عدم المقدور، و هو حاصل في الأزل. و لو كان قادرا بقدرة وجب أن تكون تلك القدرة محدثة، لأنها لو كانت قديمة لوجب كونه قادرا في الأزل، و لو كانت محدثة لوجب أن يكون من فعله، إذ المحدث لا بد له من محدث، و لو كانت من فعله لوجب أن يكون قادرا قبل إيجادها، لأن الفعل لا يصدر الا من قادر.

و على هذا المذهب هو تعالى لا يكون قادرا الا بعد وجود القدرة، فيتعلق كونه قادرا بوجود القدرة و وجود القدرة بكونه قادر، فلا يصح واحد من الأمرين. و ذلك باطل، لأنا علمنا خلاف ذلك.

و إذا ثبت كونه قادرا في الأزل وجب أن يكون قادرا لنفسه، لأنه لا يمكن استناد ذلك الى الفاعل و القدرة المحدثة، لأن ما يتعلق بالفاعل من شرطه تقدم الفاعل عليه، و ذلك لا يصح في الحاصل في الأزل. و القدرة المحدثة لا توجب صفة في الأزل، لان معلول العلة لا يتقدمها.

و لا يجوز أن يكون قادرا بقدرة قديمة، لأنه كان يجب أن تكون تلك القدرة مثلا له و مشاركة له في جميع صفاته، و هو تعالى مشارك للقدرة في جميع صفاتها لاشتراكهما في القدم الذي هو صفة النفس، و الاشتراك في صفة النفس توجب التماثل، كما أن ما شارك السواد في كونه سوادا كان سوادا،

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست