responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 139

فاذا وجبت معرفة اللّه تعالى فلا يخلو أن يعرفه ضرورة، أو يكون عن نظر مختار، [أو ملجأ إلى فعله، أو تذكر نظر، أو بأن يلجأ الفاعل الى نفس المعرفة من غير تقدم نظر] [1]. و لا يجوز أن تكون واقعة عن نظر مبتدأ، لان ذلك تكليف و مشقة، و قد بينا أنه ليس هناك تكليف.

و لا يجوز أن يكونوا ملجئين الى النظر، لأن الإلجاء إلى النظر مع إمكان الإلجاء إلى المعرفة عبث، و لان ذلك أيضا فيه مشقة. و ما يمنع من الإلجاء إلى نفس المعرفة يمنع من الإلجاء إلى سبب المعرفة.

و لا يجوز أن يقع عن تذكر نظر، لان المتذكر يجوز أن يدخل عليه شبهة فيلزمه حلها، و في ذلك رجوع الى التكليف الذي بينا فساده.

و ليس لأحد أن يقول: لا تعترض الشبهات في الآخرة مع مشاهدة تلك الآيات و الأحوال، و ذلك أن جميع ذلك لا يمنع من دخول الشبهة و ان تكون المعرفة مكتسبة، كما أن من شاهد المعجزات لم يمنع من ذلك في دار الدنيا.

و لا يجوز أن يقع الإلجاء إلى نفس المعرفة، لأن الإلجاء إلى أفعال القلوب التي لا يعلمها الا اللّه لا يجوز أن تقع الأمن اللّه. و إذا وجب أن يكون الملجإ إلى العلم عارفا باللّه فقد استعصى بتقدم المعرفة عن الإلجاء إليها.

و قد قيل: ان الإلجاء إلى العلم انما يكون بأن يعلم أنه متى خاف اعتقادا غيره منع منه، فإقدامه على الاعتقاد الذي وصفنا حاله لا يكون لأجله الاعتقاد علما، فلم يبق من الأقسام الا أن تكون المعرفة ضرورية.

و لا يجوز أن يكون أهل الآخرة مضطرين إلى أفعالهم على ما حكي عن أبى الهذيل، لان الاضطرار إلى الأفعال ينقص من لذتها، لان التخير في الأفعال أبلغ في باب اللذة و السرور. و أيضا فإن الترغيب في الثواب هو على الوجه المألوف


[1] الزيادة ليست في ر.

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست