responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 121

على أنه يحسن ممن أحسن إليه بعض الناس و أساء اليه بالإساءة، لا يظهر مزية إحداهما على الأخرى أن يمدحه على إحداهما و يذمه على الأخرى، بأن يقول أحسنت إلى بكذا و كذا و يمدحه و يشكره ثم يقول لكنك أسأت إلى بكذا و كذا و يعنفه و يبكته. و ذلك يدل على اجتماع الاستحقاقين. و إذا اجتمعا في بعض المواضع علم فساد القول بالإحباط و حمل عليه المواضع المشتبهة.

على أنا نعلم أنه يحسن فعل الثواب عقيب الطاعة، و لا يدل ذلك على سقوطه.

و متى قالوا ان ذلك لا يحسن لما قلنا، و كذلك كثير استحقاق المدح مانع من نفي استيفاء القليل من الذم و ان لم يسقط.

و كذلك نعلم أن من كان له على غيره مائة ألف دينار و له عليه ربع شعير يحسن منه أن يطالبه بالربع من الشعير مع كون المال العظيم عليه و لا أحد يقول ان ذلك يسقط. ألا ترى انه لو وفاه ماله حسن منه أن يطالب بالربع من الشعير فعلم أنه ثابت.

و كذلك لو كافأه هذا المحسن على إحسانه و قام بشكره حق القيام حسن أن يذمه على كسر قلمه، فدل على أنه لم يسقط. و تعلقهم بالظواهر نحو قوله تعالى «إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ» [1] و قوله «لٰا تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذىٰ» [2] و قوله «لٰا تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ» [3] إلى قوله «أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ» [4] و قوله «لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ» [5] لا يصح لان الظواهر يجب أن تبنى على أدلة العقول، و قد بينا بطلان التحابط. فلو كان لهذه الآيات ظواهر لوجب


[1] سورة هود: 114.

[2] سورة البقرة: 264.

[3] سورة الحجرات: 2.

[4] سورة الحجرات: 2.

[5] سورة الزمر: 65.

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست