نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 2 صفحه : 49
ابنُ زيادٍ : واللهِّ لا تفارقني أبداً حتّى تَأْتِيَني به ، قالَ : لا واللهِ لا آتيكَ [١] به أبداً ، أجيئُكَ بضيفي تَقتلُه؟! قالَ : واللّهِ لَتَأْتِيَنَّ [٢] به ، قالَ : لا واللّهِ لا آتيكَ به.
فلمّا كثرَ الكلامُ بينَهما قامَ مسلمُ بنُ عمرو الباهليّ ـ وليسَ بالكوفةِ شاميٌ ولا بصريٌّ غيره ـ فقالَ : أصلحَ اللهُّ الأميرَ ، خلِّني وِايّاه حتّى أُكَلِّمَه ، فقامَ فخلا به ناحيةً من ابنِ زيادٍ ، وهما منه بحيثُ يَراهما ، وِاذا رفعا أصواتَهما سمعَ ما يقولانِ ، فقالَ له مسلمٌ : يا هانئ إِنِّي أنْشُدُكَ اللهَ أن تقتلَ نفسَكَ ، وأنْ تُدخِلَ البلاءَ على عشيرتِكَ ، فواللّهِ إِنّي لأنْفَسُ بكَ عنِ القتلِ ، إِنّ هذا الرّجلَ ابنُ عمِّ القوم وليسوا قاتِليه ولا ضائريه ، فادفعْه إِليه فإِنّه ليسَ عليكَ بذلكَ مَخزاةٌ ولا مَنقصةٌ ، إِنّما تَدفعُه إِلى السُّلطانِ. فقالَ هانئ : واللهِّ إِنّ عليَّ في ذلكَ للخزي والعار ، أنا أدفعُ جاري وضيفي وأنا حيٌّ صحيحٌ أسمعُ وأرى ، شديدُ السّاعدِ ، كثيرُ الأعوانِ؟! واللهِّ لو لم أكن إلاّ واحداَ ليسَ لي ناصرٌ لم أدفعْه حتّى أموتَ دونَه. فأخذَ يُناشدُه وهو يقولُ : واللّهِ لا أدفعُه أبداً.