نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 2 صفحه : 288
وزَعْفَرانٍ معجون ، في أجوافِ تلك البَنادِق رِقاع مكتوبةٌ بأَمْوالٍ جزيلةٍ وعطايا سَنِيَّة واِقطاعاتٍ ، فأَمَرَ المأمونُ بنَثْرِها على القوم مِنْ خاصَتِهِ ، فكانَ كُلُّ من وَقَعَ في يَدِه بُندُقة ، أَخْرَجَ الرُقْعَةَ التي فيها والْتَمَسَه فاُطلِقَ له. ووُضِعَتِ البدَر ، فنُثِرَ ما فيها على القُوّادِ وغيرِهم ، وانْصَرَفَ الناسُ وهم أغنياءُ بالجوَائزِ والعطايا. وتَقََمَ المأْمونُ بالصدَقَةِ على كافةِ المساكين. ولم يَزَلْ مُكْرماً لأبي جعفر 7 مُعظِّماً لقَدْرِه مدَّةَ حياتِه ، يؤثرهُ على ولده وجماعةِ أَهل بَيْتِهِ [١].
وقد رَوَى الناسُ : أَنَّ أُمَّ الفَضْلِ بنتَ المأمون كَتَبَتْ إلى أَبيها من المدينةِ تَشْكُو أَبا جعفر 7 وتَقُولُ : إِنَه يَتَسَرّى[٢] علي ويغيرُني ، فكتَبَ إِليها المأمونُ : يا بُنيّة ، إنّا لم نُزَوِّجُك أَبا جعفرلتُحَرِّمي [٣] عليه حلالاً ، فلا تُعاوِدي لِذكْرِ ما ذَكَرْتِ بعدَها [٤].
ولمّا تَوَجَّه أَبو جعفر 7 من بغداد منصرِفاً من عند المأمون ومعه أُمُّ الفضلِ قاصداً بها المدينةَ ، صارَ إِلى شارع باب الكوفةِ ومعه الناس يُشَيّعونَه ، فانْتهَى إِلى دار المُسيّب عند مَغيب الشمس ، نَزَلَ ودَخَلَ
[١] اعلام الورى : ٣٣٥ ، الاحتجاج : ٤٤٣ ، مثله ، وذكر نحوه القمي في تفسيره ١ : ١٨٢ ، والمسعودي في اثبات الوصية : ١٨٩ ، والطبري في دلائل الامامة : ٢٠٦ ، والمصنف في الاختصاص : ٩٨ ، وابن الصباغ في الفصول المهمة : ٢٦٧.
[٢] السُّرّيّة : الجارية المتخذه للجماع منسوبة الى السر «القاموس ٢ :٤٧ ، لسان العرب ٤ : ٣٥٨».