responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 225
ثم قال طلحة: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر القرآن إلا تظهره للناس؟
قال: يا طلحة عمدا كففت عن جوابك، فأخبرني عما كتب عمر وعثمان أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله.
قال: إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار، ودخلتم الجنة، فإن فيه حجتنا وبيان حقنا، وفرض طاعتنا.
قال طلحة حسبي أما إذا كان قرآن فحسبي. ثم قال طلحة: فأخبرني عما في يدك من القرآن وتأويله، وعلم الحلال والحرام، إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك؟ قال: إن الذي أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أدفعه إليه وصبي وأولي الناس بعدي بالناس ابني الحسن، ثم يدفعه ابني الحسن إلى ابني الحسين، ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم حوضه، هم مع القرآن لا يفارقونه والقرآن معهم لا يفارقهم، أما إن معاوية وابنه سيليان بعد عثمان، ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص، واحد بعد وأحد، تكملة اثنا عشر أمام ضلالة، وهم الذين رأى رسول الله صلى الله عليه وآله على منبره: يردون الأمة على أدبارهم القهقري [1] عشرة منهم من بني أمية ورجلان أسسا ذلك لهم وعليهما مثل جميع أوزار هذه الأمة إلى يوم القيامة.
وفي رواية أبي ذر الغفاري [2] أنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جمع


[1] تفسير الطبري ج 15 ص 73 والقرطبي ج 10 ص 283 من طريق سهل ابن سعد قال:
رأى رسول الله " ص " بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات. وأنزل الله تعالى: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا. الأسراء: 60
[2] أبو ذر الغفاري. واسمه. جندب - بالجيم المضمومة والنون الساكنة والدال غير المعجمة المفتوحة. والباء المنقطة تحتها نقطة - بن جنادة - بالجيم المضمومة والنون والدال بعد الألف غير المعجمة - وقيل جندب بن السكن وقيل بريد بن جنادة.
عن عبد الله بن الصامت قال: قال لي أبو ذر: " يا بن أخي صليت قبل الإسلام بأربع سنين " قلت له من كنت تعبد؟ قال: (إله السماء) قلت فأين كانت قبلتك قال:
(حيث وجهني الله عز وجل).
وهو رابع من أسلم من الرجال فأول من أسلم علي بن أبي طالب، ثم أخوه جعفر الطيار، ثم زيد بن حارثة، وكان أبو ذر رحمه الله رابعهم.
وأمره رسول الله صلى الله عليه وآله بالرجوع إلى أهله وقال له: (انطلق إلى بلادك حتى يظهر أمرنا) فرجع إليها حتى ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فهاجر إلى المدينة وآخى النبي صلى الله عليه وآله بينه وبين المنذر بن عمرو في المؤاخاة الثانية، وهي مؤاخاة الأنصار مع المهاجرين بعد الهجرة بثمانية أشهر، ثم شهد مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله.
وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر يعيش وحده، ويموت وحده، ويحشره وحده، ويدخل الجنة وحده.
وقال: صلى الله عليه وآله أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده وورعه.
وقال أمير المؤمنين (ع) وعى أبو ذر علما عجز الناس عنه، ثم أولى عليه فلم يخرج شيئا.
وعن أبي عبد الله (ع): دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبرئيل فقال جبرئيل: من هذا يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: أبو ذر. قال أبو ذر أما إنه في السماء أعرف منه في الأرض، سل عن كلمات يقولهن إذا أصبح. قال: فقال يا أبا ذر كلمات تقولهن إذا أصبحت فما هن؟ قال يا رسول الله (اللهم إني أسألك الإيمان بك والتصديق بنبيك، والعافية من جميع البلايا، والشكر على العافية، والغنى عن شرار الناس) وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله لم يرتد أبو ذر، وامتنع عن البيعة لأبي بكر. وأنكر عليه قيامه مقام النبي صلى الله عليه وآله وغصبه للخلافة، وهو أحد الأركان الأربعة وهم: سلمان والمقداد، وحذيفة، وأبو ذر، وممن حضر تشييع فاطمة، ولزم عليا عليه السلام وجاهر بذكر مناقب أهل البيت، ومثالب أعدائهم، وصبر على المشقة والعناء.
وما كانت تأخذه في الله لومة لائم. وكان يقول: أوصاني خليلي بست:
حب المساكين، وأن أنظر إلى من هو فوقي، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا تأخذني في الله لومة لائم.
وقال له فتى من قريش مرة: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فقال: أرقيب أنت على؟ فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمامة هيهنا، ثم ظننت إني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن تحتزوا لأنفذتها.
وبينا هو واقف مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: (يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء بعدي) قال أبو ذر: في الله؟ قال: (في الله) فقال أبو ذر: مرحبا بأمر الله.
ولما قام ثالث القوم نافجا حضنيه - كما قال أمير المؤمنين (ع) - بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع. كان من الطبيعي أن يشتد نكير أبي ذر على الدولة الأموية، والسلالة الخبيثة، والشجرة الملعونة.
فأرسل إليه عثمان " 200 " دينار بيد موليين له وقال لهما انطلقا إلى أبي ذر وقولا له: إن عثمان يقرئك السلام ويقول لك: هذه " 200 " دينار فاستعن بها على ما نابك.
فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا: لا. فردها عليه.
ودخل يوما على عثمان، وكانوا يقتسمون مال عبد الرحمن بن عوف وكان عنده كعب فقال عثمان لكعب: ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه، ويعطي في السبل ويفعل ويفعل. قال كعب: إني لأرجو له خيرا، فغضب أبو ذر ورفع العصا على كعب وقال: " يا بن اليهودية أنت تعلمنا معالم ديننا، وما يدريك ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه ".
ولما اشتد إنكاره على عثمان نفاه إلى الشام، فواصل النكير على عثمان ومعاوية، وكان يقول: والله إني لأرى حقا يطمى، وباطلا يحيى، وصادقا مكذبا، وإثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه.
فكتب معاوية بذلك إلى عثمان فكتب إليه أن احمل أبا ذر على باب صعبة، وقتب ثم ابعث من ينجش به نجشا عنيفا حتى يدخل به على.
ثم نفاه عثمان إلى الربذة وشيعه عند خروجه إلى الربذة أمير المؤمنين، والحسن، والحسين عليهم السلام ومات رحمه الله في الربذة سنة " 32 " وصلى عليه ابن مسعود.
خلاصة العلامة ص 36، رجال، الكشي ص 27 تهذيب التهذيب ج 12 ص 90 حلية الأولياء ج 1 ص 156، صفة الصفوة ج 1 ص 238 وج 1 م رجال المامقاني، رجال الشيخ الطوسي ص 13 - 36.
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست