أن لا يسبق إليه أحد فإذا النبي - عليه وآله السلام - نائم في صحن ، الدار ورأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال دحية : بخير يا أخا رسول الله . قال جزاك الله عنا أهل البيت خيرا . قال له دحية : إني احبك وإن لك عندي مديحة اهديها إليك أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، وسيد ولد آدم بعد سيد المرسلين ، يوم القيامة تزف أنت وشيعتك مع محمد صلى الله عليه واله وحزبه في الجنان . قد أفلح من تولاك وخاب وخسر من عاداك ، بحب محمد أحبوك ، وببغضه أبغضوك ، لا تنالهم شفاعة محمد ، اذن من صفوة الله ابن عمك فأنت أحق به . ثم أخذ برأس النبي صلى الله عليه واله فوضعه في حجره . فانتبه النبي - عليه وآله السلام - فقال : ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره الحديث . فقال : لم يكن بدحية ، كان جبرئيل عليه السلام سماك بأسماء سماك الله بها وهو الذي ألقى مودتك في صدور المؤمنين ، ورهبتك في صدور الكافرين ، مصداقه قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) ( 1 ) ( 2 ) .
1 ) سورة مريم : 96 . 2 ) رواه الخوارزمي في مناقبه : 231 باسناده عن ابن عباس ، عنه كشف الغمة : 1 / 341 وارشاد القلوب : 237 ( وعن مناقب ابن مردويه ) ، واليقين في امرة أمير المؤنين : 24 باب 24 ، والصراط المسقيم : 2 / 54 ورواه ابن حسنويه في بحر المناقب : 37 ( مخطوط ) باسناده عن ابن عباس . والامر تسري في أرجح المطالب : 31 . أخرجه عن بعض المصادر أعلاه في احقاق الحق : 4 / 22 وج 7 / 371 وج 15 / 62 .