و الظاهر أن الجلوس غير شرط في حصول حقيقته الشرعية، بل في كماله و إن فسّره بعض اللغويين بالجلوس بعد الصلاة لدعاء أو مسألة، و قد فسره بعض علمائنا بالاشتغال بعد الصلاة بدعاء أو ذكر أو ما أشبهه، و لعل المراد بما أشبهه:
البكاء من خشية اللّه تعالى، و الشكر على جزيل آلائه، و التفكر في عجائب أرضه و سمائه و ما هو من هذا القبيل. و هل يعد الاشتغال بعد الصلاة بقراءة القرآن تعقيبا فيبرأ ناذر التعقيب به؟ الظاهر نعم، و فيه تأمل، و لم أظفر في كلام الأصحاب بشيء في هذا الباب.
الفصل الخامس في الأفعال المستحبة الجنانية
و هي اثنا عشر:
الأول: استشعار الخوف عند القيام إلى الصلاة كما نقل عن سيد العابدين (عليه السلام)[2] الثاني: إحضار القلب، و الإقبال على جميع أفعالها به، ففي صحيحة محمد ابن مسلم: أنه لا يرفع له منها إلا ما أقبل عليه بقلبه [3].
الثالث: أن يخطر بباله لعلها تكون آخر صلواتي، فقد قال الصادق (عليه السلام): «إذا صليت فريضة فصلّها لوقتها صلاة مودّع يخاف أن لا يعود إليها» رواه الصدوق [4].
الرابع: إحضار فصول الأذان و الإقامة بباله إذا كان مريضا لا يقدر على
[1] الكافي 3: 343 حديث 15 باب التعقيب بعد الصلاة و الدعاء، التهذيب 2: 105 حديث 399.
[2] الكافي 3: 300 حديث 4 و 5 باب الخشوع في الصلاة و كراهية العبث، التهذيب 2: 286 حديث 1145.
[3] الكافي 3: 363 حديث 2 باب ما يقبل من صلاة الساهي، التهذيب 2: 341 حديث 1413.
[4] أمالي الصدوق: 211 حديث 10 المجلس الرابع و الأربعون.
نام کتاب : الاثناعشرية في الصلاة اليومية نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 46