responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : النجمي، الشيخ محمد صادق    جلد : 1  صفحه : 354

اقول: لقد امتلات الكتب والمصادر المعتبرة وفاضت بذكر الطبيعة الخشنة، والغلظة الخلقية التي كان الخليفة عمر بن الخطاب يتصف بها حتى قيل: اذا غضب الخليفة عمر لم يسكن حتى يعض على انامله ويجرحها.

يقول الزبير بن بكار بعد ان روى هذه الامور: ان جارية اتت عمر بن الخطاب ايام خلافته تشتكي من احد ابني الخليفة، فما رام الخليفة الا ان اخذ يده فعضها.

وزاد ابن بكار: ولشدة هذه الصفة والغلظة التي كانت في الخليفة اضمر عبداللّه بن عباس مخالفته للخليفة في مسالة العول، ولما مات اظهر ذلك، فقيل له: هلا قلت هذا في ايام عمر؟ قال ابن عباس:

هبته وكان اميرا مهيبا[1].

الامامة والعلم بالاحكام

الصفة الثانية من الصفات التي تلزم توفرها في الامام هي الاحاطة التامة بالاحكام، والالمام الكامل بالتعاليم الدينية، فالذي لم يعرف جزئيات الاحكام الدينية، ولم يعلم اطراف المسائل، لابد انه يرجع الى الاخرين وياخذ منهم حين تداهمه الحوادث والقضاياوهذا الفرد لا يليق له ان يتقلد الامامة والقيادة، لانه قد يفتي باحكام مضادة ومتناقضة مع الواقع، ويسوق الناس الى التيه والضلالة او التحير والترديد.

ولو تفحصنا التاريخ وكتب الحديث بمنظار التحقيق والبحث، لوجدنا ان الخلفاومتقلدي الخلافة الاسلامية، لم تكن لديهم المعرفة الكاملة باحكام الدين كلياتهاوجزئياتها، وكانوا يلتمسون حل المسائل والاحكام من سائر المسلمين وصحابة الرسول (ص)، وما اكثر ما افتوا بفتاو متضادة ومناقضة ومخالفة للواقع واصدروا احكاماغريبة حتى قال عنهم أمير المؤمنين علي (ع):

ترد على احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برايه، ثم ترد تلك


[1] شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 6: 363.

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : النجمي، الشيخ محمد صادق    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست