و في الإرشاد في (فصل و من كلامه(ع)، عند نكث طلحة و الزبير)، قال: أما بعد فإن الله بعث محمدا(ص)للناس كافة و جعله رحمة للعالمين .. (إلى أن قال): و بايعني في أولكم طلحة و الزبير طائعين غير مكرهين، ثم لم يلبثا أن استأذناني في العمرة، و الله يعلم أنهما أرادا الغدرة، فجددت عليهما العهد في الطاعة، و أن لا يبغيا الأمة الغوائل، فعاهداني، ثم لم يفيا لي، و نكثا بيعتي و نقضا عهدي ..
و في فصل من كلامه(ع)أيضا، عند تطوافه على القتلى، و مر على طلحة بن عبيد الله، فقال: هذا الناكث بيعتي و المنشئ الفتنة في الأمة، و المجلب علي، و الداعي إلى قتلي و قتل عترتي، أجلسوا طلحة بن عبيد الله فأجلس، فقال أمير المؤمنين(ع): يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال: أضجعوا طلحة، و سار ..
و فيه أيضا من كلامه(ع)، في رواية سلمة بن كهيل، قال: لما التقى أهل الكوفة و أمير المؤمنين(ع)، بذي قار رحبوا به، ثم قالوا: الحمد لله الذي خصنا بجوارك، و أكرمنا بنصرتك، فقام أمير المؤمنين(ع)خطيبا فحمد الله و أثنى عليه .. (إلى أن قال): لقد علمتم معاشر المسلمين أن طلحة و الزبير بايعاني طائعين غير مكرهين، راغبين، ثم استأذناني بالعمرة فأذنت لهما، فصارا إلى البصرة، فقتلا المسلمين، و فعلا المنكر، اللهم إنهما قطعاني، و ظلماني، و نكثا بيعتي، و ألبا الناس علي، فاحلل ما عقدا، و لا تحكم ما أبرما، و أرهما المساءة فيما عملا (انتهى).