إن إبطال- ما قيل من أن روايات الكتب الأربعة كلها صحيحة- يقع في فصول ثلاثة:
الفصل الأول النظر في صحة روايات الكافي
و قد ذكر غير واحد من الأعلام أن روايات الكافي كلها صحيحة و لا مجال لرمي شيء منها بضعف سندها. و سمعت شيخنا الأستاذ الشيخ محمد حسين النائيني(قدس سره) في مجلس بحثه يقول: «إن المناقشة في أسناد روايات الكافي حرفة العاجز». و قد استدل غير واحد على هذا القول بما ذكره محمد بن يعقوب في خطبة كتابه: «أما بعد فقد فهمت يا أخي ما شكوت .. و ذكرت أن أمورا قد أشكلت عليك، لا تعرف حقائقها لاختلاف الرواية فيها، و أنك تعلم أن اختلاف الرواية فيها لاختلاف عللها و أسبابها، و أنك لا تجد بحضرتك من تذاكره و تفاوضه ممن تثق بعلمه فيها، و قلت: إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع (فيه) من جميع فنون علم الدين، ما يكتفي به المتعلم، و يرجع إليه المسترشد، و يأخذ منه من يريد علم الدين و العمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين(ع)،