responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون أخبار الرضا(ع) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 277
تعالى، ثم دعاني المأمون، فدخلت إليه، فلم أزل قائما إلى ضحى النهار ثم قال المأمون: امض يا هرثمة إلى أبي الحسن عليه السلام فاقرأه مني السلام وقل له: تصير إلينا أو نصير إليك؟ فإن قال لك: بل نصير إليه فاسأله عني أن يقدم ذلك، قال: فجئته فلما اطلعت عليه، قال: يا هرثمة أليس قد حفظت ما أوصيتك به قلت: بلى، قال: قدموا إلي نعلي فقد علمت ما أرسلك به قال: فقدمت نعليه ومشى إليه فلما دخل المجلس قام إليه المأمون قائما فعانقه وقبل ما بين عينيه واجلسه إلى جانبه على سريره وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة ثم قال لبعض غلمانه: يؤتى بعنب ورمان قال هرثمة: فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر ورأيت النفضة [1] قد عرضت في بدني فكرهت أن يتبين ذلك في فتراجعت القهقري حتى خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي قد خرج من عنده ورجع إلى داره ثم رأيت الامر قد خرج من عند المأمون باحضار الاطباء والمترفقين فقلت ما هذا؟ فقيل لي: علة عرضت لابي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام وكان الناس في شك وكنت على يقين لما اعرف منه قال: فما كان من الثلث الثاني من الليل حتى علا الصياح وسمعت الصيحة من الدار فأسرعت فيمن اسرع فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرأس محلل الازرار قائما على قدميه ينتحب ويبكي قال: فوقفت فيمن وقف وأنا أتنفس الصعداء ثم اصبحنا فجلس المأمون للتعزية، ثم قام فمشى إلى الموضع الذي فيه سيدنا عليه السلام فقال له: اصلحوا لنا موضعا فاني أريد أن اغسله فدنوت منه، فقلت له: ما قاله سيدي بسبب الغسل والتكفين والدفن فقال لي: لست أعرض لذلك، ثم قال: شأنك يا هرثمة قال: فلم أزل قائما حتى رأيت الفسطاط قد ضرب فوقفت من ظاهره وكل من في الدار دوني وأنا اسمع التكبير والتهليل والتسبيح وتردد الاواني وصب الماء وتضوع [2] الطيب لم أشم أطيب منه قال: فإذا أنا بالمأمون قد أشرف على بعض أعالي داره فصاح: يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا

[1] النفضة: رعدة الحمى.
[2] تضوع المسك: انتشرت رائحته.

نام کتاب : عيون أخبار الرضا(ع) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست