responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون أخبار الرضا(ع) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 166
فيه النور والبرهان والشفاء والبيان وبعث به من اصطفى من ملائكته إلى من أجتبى من رسله في الامم الخالية والقرون الماضية حتى انتهت رسالته إلى محمد المصطفى (ص) فختم به النبيين وقفى به على آثار المرسلين، وبعثه رحمة للعالمين وبشيرا للمؤمنين المصدقين ونذيرا للكافرين المكذبين لتكون له الحجة البالغة وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم والحمد لله الذي أورد أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة وجعلهم معدن الامامة والخلافة وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم، ذ يقول: (قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) [1] وما وصفهم من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [2] ثم إن المأمون بر رسول الله (ص) في عترته ووصل أرحام أهل بيته، فرد الفتهم وجمع فرقتهم ورأب صدعهم [3] ورتق فتقهم وأذهب به الضغائن والاحن [4]، بينهم أسكن التناصر والتواصل والمودة والمحبة قلوبهم، فأصبحت بيمنه وحفظه وبركته وبره وصلته أيديهم واحدة وكلمتهم جامعة، وأهوائهم متفقة، ورعى الحقوق لاهلها ووضع المواريث مواضعها وكافأ إحسان المحسنين، وحفظ بلاء المبتلين وقرب وباعد على الدين ثم اختص بالتفضيل والتقديم والتشريف من قدمته مساعيه، فكان ذلك ذا الرياستين الفضل بن سهل إذ رآه له مؤازرا، وبحقه قائما وبحجته ناطقا ولنقبائه نقيبا ولخيوله قائدا ولحروبه مدبرا، ولرعيته سائسا، وإليه داعيا ولمن أجاب إلى طاعته مكافئا، ولمن عذل عنها منابذا وبنصرته متفردا ولمرض القلوب والنيات مداويا لم ينهه عن ذلك قلة مال ولا عوز رجال ولم يمل به طمع ولم يلفته عن نيته وبصيرته وجل بل عندما

[1] سورة الشورى: الاية 20. قال العلامة: روى الجمهور في الصحيحين أحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس رحمه الله، قال: لما نزلت قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا: يا رسول الله (ص) من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال: علي وفاطمة وابناهما.
[2] سورة الاحزاب: الاية 33. قال العلامة: اجمع المفسرون وروى الجمهور كأحمد بن حنبل وغيره إنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
[3] رأب الصدع: أصلحه.
[4] الاحن جمع الاحنة: الحقد والضغن.

نام کتاب : عيون أخبار الرضا(ع) نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست