الطهرانى[1]
فقال: «كان شيخي الخاقانى من أعاظم العلماء و اجلاء الفقهاء بلغ في الفقه و الأصول
و الحديث و الرجال و غيرها من العلوم الإسلامية معقولا و منقولا، منزلة رفيعة، و
مكانة سامية، و اصبح في مصاف أعلام عصره، و في طليعة رجال الدين في النجف الأشرف،
و كان مسلم الاجتهاد لدى أهل الخبرة من مشاهير وقته، فقد رأينا كبار المشايخ
يجلونه و يشيدون بغزارة علمه، و قد تميز بورعه و تقواه، فقد زهد في حطام الدنيا، و
أعرض عن الظهور إعراضا كليا، و توجه إلى ربه بكل حواسه و جوارحه، فكان مشغولا
بعبادة اللّه، و منقطعا اليه و منصرفا الى أمر الآخرة و ما يصلح شأنه فيها، و كان
مظهره يذكرنا بمشايخنا من السلف الصالح، إذ كانت تبدو عليه سمات أهل السلوك و
التجره عن الدنيا، و الزهد في مظاهر الحياة، فهو من العلماء الربانيين ظاهرا و
باطنا، اتصلت به زمنا طويلا فكنت أختلف إلى داره، و أرتاح الى حديثه و إرشاداته و
قد رأيت رجاله- التعليقة- عنده بخطه مع جملة من تصانيفه الأخرى و حدثني بما ذكرته
من أحواله و مشايخه و سائر حالاته و سوانحه عند تشرفي بخدمته مستجيزا منه سنة
شروعي في تأليف (الذريعة) و هي سنة 1330 ه و قد أجازني رحمه اللّه عن شيخه الخليلي
باسانيده كما ذكرته في مشيختي (الاسناد المطفى إلى آل بيت المصطفى) المطبوع في
النجف الأشرف عام 1356 ه ص 47.
و
قد كنت معجبا بسلوكه و سيرته إذ كان صريحا في أقواله و أفعاله يقول الحق و لو على
نفسه، و لا تأخذه في اللّه لومة لائم، شأن الكثير من مشايخنا يومئذ، و ربما أمر
بالمعروف من كان لا يرتضي رأيه و طريقته من مراجع عصره و زعماء وقته، صراحة دون
مواربة أو مجاملة، و كان
[1] راجع كتابه نقباء البشر القسم الرابع ص 1405، طبع
النجف الأشرف