هو العضب المهنّد ليس يهفو
تصيب به مقاتل من ضربتا
و كنزا لا تخاف عليه لصا
خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه
و ينقص إن به كفّا شددتا
فلو أن ذقت من حلواه طعما
لآثرت التعلم و اجتهدتا
و لم يشغلك عن هذا متاع
و لا دنيا بزخرفها فتنتا
و لا أنهاك عنه أنيق روض
و لا عدر حرسه كلصا [1]
جعلت المال فوق العلم جهلا
لعمرك في القضية ما عدلتا
و بينهما بنصّ الوحي بين
ستعلمه اذا طه قرأتا
فإن رفع الغنيّ لواء مال
فأنت لواء علمك قد رفعتا
و مهما اقتض أبكار الغواني
فكم بكر من الحكم افتضضتا
و إن جلس الغني على الحشايا
فأنت على الكواكب قد جلستا
و لو ركب الجياد مسوّمات
فأنت مناهج التقوى ركبتا
و ليس يضرك الإقتار شيئا
اذا ما كنت ربّك قد عرفتا
فيا [2] من عنده لك من جميل
اذا بفناء ساحته أنختا
فقابل بالصحيح قبول قبولي
و إن أعرضت عنه فقد خسرتا
و إن رابحته قولا و فعلا
و تاجرت الإله فقد ربحتا [3]
(12) وفاته و مدفنه:
اتفقت المصادر على أن وفاة العلّامة الحلّي رضوان اللّه تعالى عليه كانت في ليلة السبت أو يومه من شهر محرم الحرام سنة 726 ه.
[1] كذا، و لعل المناسب: و لا غدر بجريتها كلفتا.
[2] كذا، و لعل الصواب: فكم.
[3] مجلة تراثنا عدد 7 و 8، ص 328- 330.