نام کتاب : إيضاح الاشتباه نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 42
فلما حضر بين يديه- و كان ذلك قبل فتح بغداد و
قبل قتل الخليفة- قال له:
كيف قدمتم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا
بما ينتهي إليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون إن صالحني و رحلت عنه؟.
فقال والدي رحمه اللّه: إنما أقدمنا على ذلك لأنا
روينا عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السّلام أنه قال في خطبة: «الزوراء و
ما أدراك ما الزوراء، أرض ذات أثل، يشيّد فيها البنيان، و تكثر فيها السكّان، و يكون
فيها محارم و خزان، يتخذها ولد العباس موطنا، و لزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو و
لعب، يكون بها الجور الجائر و الخوف المخيف، و الأئمة الفجرة و الامراء الفسقة و الوزراء
الخونة، تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأتمرون بمعروف اذا عرفوه، و لا يتناهون عن
منكر اذا أنكروه. [يكتفي] الرجال منهم بالرجال، و النساء منهم بالنساء، فعند ذلك الغم
العميم، و البكاء الطويل، و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك، و هم قوم
صغار الحدق، وجوههم كالمجانّ المطوقة، لباسهم الحديد، هرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من
حيث بدأ ملكهم، جهوري الصوت، قوي الصولة، عليّ الهمة، لا يمر بمدينة إلّا فتحها، و
لا ترفع عليه راية إلّا نكسها، الويل الويل لمن تأواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر».
فلما وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك.
فطيّب قلوبهم، و كتب لهم فرمانا باسم والدي رحمه اللّه يطيّب قلوب أهل الحلّة و أعمالها [1].
و لم يكن عمل هذا الشيخ الجليل مساومة للفاتح المعتدي،
و لا مساعدة على تسليط الكافر على المؤمن، بل لما شاهده من الخليفة العباسي آنذاك من
انهماكه في لهوه و لعبه، و عدم تفكيره في مصير الامة الاسلامية. و من عدم وجود